إلـــــــــــى طــــــائـــــر الـــفــيــنــيــق

عــجــبـاً لأمـــــركّ طـــائــرَ الـفـيـنـيقِ
كــيـف اتـشـحـتَ بـحـكـمة الإغــريـقِ

كــيـف اعـتـنقتَ ثـقـافةً فــي بـحـرها
أمــسـيـتَ مـشـغـوفـاً بــكــل عــمـيـقِ

كــيـف اعـتـصـرتَ تـصـوفاً مـتـفلسفاً
فــأطــل مـــن عـيـنـيكَ جـــدَّ عــريـقِ

وســكــرتَ بـالـكـأس الــتـي لألاؤهـــا
يـبـقـي حِـجـا الـسـكران غـيـرَ مـفـيقِ

وحـلبتَ ضـرعَ الـريح مـبتسمَ الـرؤى
ورجــعــتَ تـشـبـه راقــصـاً إفـريـقـي

***
قـالـوا: «أبـوالـهول» اجـتـماع لـلـقوى
والـعقل , مـا احـترموا مـقامَ صديقي

كـــل الــقـوى فـــي جـسـمـه وبـعـقـله
كـــل الـنُّـهـى عـجـبـاً لـــذا الـمـخـلوقِ

مــا عـيـنُ «مـيدوزا» سـوى أسـطورة
بــجــوار عــيــن الــشـاعـر الـمـنـطيقِ

أنــهـيـتَ ذكـــرَ «الـسـنـدباد» بـرحـلـةٍ
فـــكـــريـــةٍ ، بــتــفــنــن مــــرمــــوقِ

«عولیس» ضلّ وأنت من يهدي القطا
ولــذا تـخـذتكَ فــي الـحـياة رفـيـقي

***
مــا كـنـت «فـرعـون» الــذي جـبروته
يــــذر الــبــريء بـهـيـئـة الـمـصـعـوقِ

مـــا كــنـت «قــارون» الــذي أمـوالـه
جـعـلـته يــهـوي فـــي قــرارِ سـحـيقِ

مــا كـنـت «شـمـشون» الـذي تـاريخه
يــــــذر الـــفــؤاد مــكــبـلاً بــخــفـوقِ

مـــا کنــتَ «نیرون» الــذي بـحـماقة
ألـقـى ب (رومــا) فــي أتــون حـريـقِ

«سـيزيف» أنـت ،فهل شكوت شقاوة
يــومـاً إلـــى مــن كــان غـيـر شـفـيقِ

***
وصــبـرت يـــا «أيـــوب»، أي تـصـبـر
يــحــيـا بــمـهـجـة صــابــر مــومــوقِ

حـتـى «بـرومـيثيوس» صــار خـرافة
لــمـا وجــدتُـكَ فــي دجــىً ومـضـيقِ

ورأيـتُ «مـكسوني» بـشخصك ماثلاً
فـعـجبت كـيـف نـشـأت فـي تـضييقِ

مــا صـوت «مـانديللا» بـوجه عـداته
إلا صـــدى هــمـس الـفـتـى الـغـرنـيقِ

ما صيت «بيرون» ، الذي شغل الورى
دھراً ، کصــيــتـكَ طـــائــرَ الـفـيـنـيقِ

***
مـــا فــكـر «جـيـفارا» ســوى حَـرَّاقَـةٍ
فــي بـحـر «نـعمان» اشـتكت كـغريقِ

مـا ذكـر «مـيسي» إن ذكـرتَ بمشرق
كــــــلا ومــــــا تــاريــخــه بـــوريـــقِ

مــا شـمـسُ ربــي إن تـجهمها الـدجى
يــومـاً كـوجـهـكَ فـــي نــدىً وبـريـق

مـــا بـــدرُ ربــي إن تـضـاحك مـوهـناً
كـضـيـاء وجـهـكَ فــي مــآزق ضـيـقِ

يـــا مـــن غـــدا فـــي دائـــه مـتـفـرداً
فــــــي عـــالَـــم مــتـجـهـمٍ زنـــديــقِ

قــل لـلـشقيقة مــا عـرفـت (مـحمداً)
رغــــــم الأذى إلا كــقــلــب شــقــيـق

يــــا مـــن يـعـانـي جـلـطـةً مـجـنـونةً
عـشـقـتْ دمــاغَ مـشـابهِ «الـصـديق»

قـــل لــلأسـاة دواؤكــم لــم يـسـتطع
تـقـيـيـد داءٍ فــــي الــدمــاغِ طــلـيـقِ

وابــعــث إلـــى ربِّ الـسـمـاءِ رســالـةً
مُــهِــرَتْ بِـحُـمـرةِ دمــعِـكَ الـمـدفـوقِ

هــل أنـت «هـوميروس» ،إنـي لا أرى
فــرقــاً ســــوى أسـلـوبـك الـمـعـشوق

***
«بـــوابــة الــشــجـن» الــتــي أذهـلـتـنـا
بــجـمـالـهـا كــخــيـالـكَ الــمــمـشـوقِ

«جـلـجـامشٌ» مـاتـت أوان ظـهـورها
وأَهَـــــلَّ شِـــعْــرٌ لــيــس بـالـمَـسـبوقِ

كـلـفـتـنـي مُــــخَّ الــبـعـوضِ وإنــنــي
قـــد جــئـت مـتـشحاً بـوجـه شــروقِ

لَـــبَــنُ الـعـصـافـيـرِ الـــتــي قـابـلـتُـها
جَــمَّــعْــتُــهُ وأرقــــتُــــهُ بــطــريــقـي

وحـلـيـبُ ريـــحِ الـغـاشـيات جَـمَـعْتُهُ
ووضــعـتُـهُ فــــي مــهـجـةِ الإبــريــقِ

***
وبــعــثــتُ قــافــيـةً إلـــيــكَ كــأنَّــهـا
أمــــواجُ بــحــرٍ مـــن ســنـاً وعـقـيـقِ

فـإلـيـكَـهَا يــــا مــــن ظــفـرتُ بـظِـلِّـهٓ
بــبــروق إحــلامــي وحــلـم بــروقـي

فـي الـشعر ما يغنيكَ عن بيض المُنى
فــاشـربـه مــمـزوجـاً بـخـيـر رحــيـقِ

إنـــي زرعـــتُ الــشـوقَ فــي كـلـماتِهِ
وشــحــنـتُ أحــرفَــهُ بــكــل رقــيــقِ


___________________
شـعر/ عبد الرحيم سعيد أحمد سيف
تــــــــــــــــــــــــ ــــعــــــــــــــــــــ ـــــــز
9-7-2023