قصة الأمس

الكثير منا يعرف بل يحفظ عن ظهر قلب قصيدة " قصة الأمس"
التى تغنت بل شدت بها كوكب الشرق وسيدة الغناء العربى "ام كلثوم"
ولكن الكثير منا ايضا قد لا يعرف من هو مؤلف تلك الكلمات الرائعة ،،
فاليكم اسطر ما تمكنت من جمعه عن حياة هذا الشاعر العظيم ....
*** مؤلف قصيدة قصة الامس هو الشـــاعر الكبير " أحمد فتحى"
او" شاعر الكرنك" كما يلقب نسبة الى قصيدته "الكرنك"
التى شدى بها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب ،،،
***مع اشراقات شهر فبراير من عام 1958 نقلت الاذاعة حفلا كبيرا
لأم كلثوم تغنت فيها بقصيدة قصة الامس من الحان رياض السنباطى ،،،
والتى تقول كلماتها:

*
نا لن اعود اليك
مهما استرحمت دقات قلبى
انت الذى بدأ الملالة
والصدود،، وخان حبى
فاذا دعوت اليوم قلبى للتصافى
لا،،لا،، لن يلبى
كنت لى ايام كان الحب لى
امل الدنيا ودنيا املى
حين غنيتك لحن الغزل
بين افراح الغرام الاول
وكنت عينى وعلى نورها
لاحت ازاهير الصبا والفتون
وكنت روحى، هام فى سرها
قلبى ولم تدرك مداه الظنون
وعدتنى ان لا يكون الهوى
ما بيننا الا الرضا و الصفاء
وقلت لى ان عذاي النوى
بشرى توافيك بقرب اللقاء
ثم اخلفت وعودا
طاب فيها خاطرى
هل توسمت جديدا
فى غرام ناضر؟
فغرامى راح،،
ياطول ضراعاتى اليه
وانشغالى فى ليالى
السهد والوجد عليه
كان عندى وليس بعدك عندى
نعمة من تصوراتى و وجدى
ياترى .. ما تقول روحك بعدى؟
فى ابتعادى ، وكبريائى ، وزهدى
عش كما تهوى .. قريبا .. او بعيدا
حسب ايامى جراحا ونواحا ووعودا
وليالىّ ضياعا وجحودا
ولقاء ووداعا يترك القلب وحيدا
يسهر المصباح والاقداح والذكرى معى
وعيون الليل يخبو نورها فى أدمعى
يالذكراك التى عاشت بها روحى
على الوهم سنينا
ذهبت من خاطرى الا صدى
بعنادى حينا فحينا
قصة الامس اناجيها واحلام غدى
وسحابات خيال غائم كالأبد
***
أنا لن اعود اليك مهما استرحمت دقات قلبى
انت الذى بدأ الملالة والصدود وخان حبى
فاذا دعوت اليوم قلبى للتصافى
لا ،، لا ،، لن يلبى

***
أما المقابل المادى لهذه القصيده فكان ... 50 جنيها
وقد توفى" احمد فتحى" بعد ان تغنت ام كلثوم بقصيدته بعامين
اى فى عام 1960 وحيدا فى غرفته بأحد الفنادق
حيث كان يقيم بعد ان عذبه الشعر والحب والحيــــــاه!!!
وقد عمل أحمد فتحى بهيئة الاذاعة البريطانية ،، ثم عمل باذاعة المملكة العربية السعودية ،،،
وبعد عودته من الرياض عمل صحفيا بجريدة الشعب ،،، واصدر خلال حياته
ديوانا واحدا بعنوان "قال الشاعر" عام 1949 ،،،
كما انضم الى جماعة ابوللو عام 1934 ، وكانت اولى قصائده
التى بعث بها الى هذه الجماعة بعنوان "الوجدان المضطرب،،
ويقول الاديب " محمد محمود رضوان" فى كتابه " اعترافات شاعر الكرنك" ....:
"كان فى حياة احمد فتحى قصة حب كبير ،،، وقد الهمه هذا الحب اجمل قصائد الحب
وارقها قى سنواته العشر الاخيرة ،، وعندما حان الفراق الهمته وحدته وحنينه
ووجده قصيدته الوجدانية الرائعة " قصة الامس" التى تنبض بالحرارة و الصدق
و حرقة الوجد التى قبسها من روح قلبه ونور وجدانه،،،
فمن هذه التجربة العنيفة التى صهرته بالعذاب ،،، خرجت "قصة الأمس"
التى امتعتنا بشدوها كوكب الشرق،،