هَمَسَاتُ الأعْلامِ ،
في هَمَزَاتِ الأعْلامِ



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .

وبعد ...

يقول العبد المفتقر إلى رحمة مولاه ، الراجي رحمة ربه ورضاه ، سعيد بنعياد ، لطف الله به ، آمين :

لفتتْ نظري قاعدةٌ تكاد تُجْمِع عليها كتُب الإملاء المعاصرة ، تقول : (إن همزة الوصل تتحول إلى همزة قطع ، إذا انتقلتِ الكلمةُ إلى العَلَمِيّة ، بصرف النظر عن كوْنِها في الأصل حرفًا أو فِعْلاً أوِ اسْمًا ؛ نحو : «أَلْ» [إذا قُصِدَ بها اسْمُ الأداةِ] ، و«إِزْرَعْ» [بلدة سوريّة] ، و«إِبْتِسام» [اسم امرأة] ، و«يوم الإِثْنَيْن» ) .

والذي فهِمْتُه من كلامٍ لسيبويه : أن قَطْعَ الهمزة إنما يكُون عند الاِنتقال إلى الاِسْميّة ، بأن تكُون الكلمةُ في الأصل حرفًا [كـ «أَلْ»] أو فِعلاً [كـ «إِزْرَعْ»] . وأمّا ما كان في أصله اسْمًا ، مصْدَرًا [كـ «ابْتِسام»] أو غيْرَ مَصْدَرٍ [كـ «يوم الاِثْنَيْن»] ، فلا تُقْطَع همزتُه .

وقد طرحْتُ في هذا الشأن سؤالاً في أحد المنتديات الأدبية ، فوجدتُ الأستاذ القدير عليًّا المعشي يُوافقني فيما ذهبتُ إليه .

ثم شرعتُ أبحث في المسألة ، فأدهشتني كثرةُ النصوص التي تُخالف الرأيَ الشائع عند المعاصرين ، ولعلّ ما خفي عني أكثر .