جثة ليست للموت

بـاب المدينـة مغلـق مـن أيـن ندخـــل يــا أبـــي ؟
الريــــح والأوهـــام والظلمــاء والأفـــق البعيــــد
والتيه والخـدر الجميـل ووجـه هـا الزمـن الغبــي
ودمـــي تعــاوره زنــاة الليــل فـي سـوق العبيـــد
مشلــولـــة أسيـافنـــا ومحاصــــر بيــت النبـــــي
وأصابـع التـاريــخ تمضـغ حسنهــا قطـع الجليـــد
وهنـــالك امــــرأة تدثـــر بالعـــرا صــدر الصبــي
تخطه فــي حمـــرة الشفـق الممـــزق كالـــوريـــد
أحـلامــه مـأســـورة عــذراء فـي وطـن سبــــــي
فـــي الجــــب منســـي ووراد القـوافـــل لا تعــود
***
يــا دمعـه يـا عمـره المسفـوح فــوق الأرصفـــــه
تمتصـــه الأيــام تشــرب ريقــه سحـب الوعــــود
أغــدا تعـــــود الريـح تدعـــوه فيبـــرح موقفـــه؟
مـا زال يبحــث عـن رغـيـف عالــق بيـن الحـدود
هــذا دمـي هـذا أخـي هــــذا فمـــي لــن أعـرفـــه
يغتالــه وهــج المنـى يلقيـه فـي شـــدق الوعيـــد
ودم ينــاشـــد ثـــــأره سيفـــا أبـــى أن ينصفـــــه
والعالـم المجنـون يســرق جثتــي قتــل الشهـــود
دفـــــن الجريمــة وانثنـى للـــص يمسـح معطفــه
وقميصــي المقـدود مــن دبـــر يشـــده مـن يريـد
***
بـاب المدينـة مغلـق والرعـب يعــول فـي الدروب
والنـار تصهل فـي بقايـــا عزة هـل مـن مـزيـــد ؟