الوداع يا قمري

لست نادما على ما جرى مني أيها القمر فأنت لم تعد مثلما كنت ، لم تعد ذلك القمر الذي يسطع بدرا فينير زوايا الظلام في حياتي،ويكسو الكون من حولي بهالة الجمال ،لهذا يا قمري أنت لم تعد ترسم فرحي بل أصبحت مكملا لأحزاني وأوجاعي ،إذ بدأت تتآكل شيئاً فشيئا لتختفي وتظهر في أوقات السحر إذ لا أكون عندها، فتسمر لوحدك ولا تبالي بي. بهذا لم تعد يا قمر بهجة حياتي وأنس يومي ؛ فأنت تتقلب ولا ألومك.. إذ أنك لم تعد تعتمد على ذاتك في الانارة بل صرت تأخذ من الشمس معتمدا عليها ، فإن كرمت أعطتك وإن شح ما بيدها فمن أين لها أن تعطيك؟!

هنا يا قمري وجب علي أن أقف للحظات أتأمل فيها حياتي لأن أصنع سعادتي بذاتي، ولئلا أربطها معك ولا مع شيء آخر سوى ذكر الله ؛ فهو السلوى الدائمة والشمعة التي لا تنطفئ ، به أعتمد على نفسي بإسعاد نفسي ، إذ كلما دام ذكر الله في جوارحي ولساني دامت لي شمعة السعادة تضيء بأجمل أنوارها وتبحر فيَّ بأمتع رحلاتها وأروع بحارها ، حيث الطمأنينة والسرور والأمان، فالوداع يا قمري