وداع مديرة المدرسة

تنفس الصبح أحزانا من الكدرِ
وأردف الفجر أعجازا من الألمِ
وأظلمتْ في سماء البين مدرستي
وخيم الصمت في الأرجاء من عِظَمِ
وما لقانا اليوم غير أضحيةٍ
البينُ يذبحها والقلبُ في وجمِ
أنّت يقاء على أعتاب ملحمةٍ
قد صاغها البينُ والتفريق من ألمِ
يا أم مغفرة ناحت حمائمنا
و الدوح مكتئبٌ والبوح في سقمِ
يا أم مغفرة أنَّت بلابلنا
بعد الغناء وصار الصبحُ في عتَمِ
وسبح الروض في أحيائنا وبكى
وكبّرَ الطيرُ في العلياء والقممِ
وذرّفتْ في حقول العلم أدمعها
هذي البلابل تشكو رعشة الألمِ
كنتم لهم سكنًا والله أكسبكمْ
قلبا حنونا على الأيام لم يُضِمِ
ابكي يقاءُ فحُقّ اليوم أن تُسِلي
أغلى الدموع لذات الود والشِيمِ
ابكي يقاءُ فما تنفك تبرحنا
ذكرى الأحبة تحنانا كما الديمِ
يا أم مغفرة حارت محابرنا
ماذا ستكتب والأوصافُ في عظمِ
ماذا سأكتب والأحزانُ قد عقدتْ
مني اللسانَ وما في الشعر من عِقَمِ
ماذا أقول لئن ناءت زوارقكم
لا الصبر أقوى ولا بوحي بمكتَتَمِ
لكنه الشعر الذي ما صاغ قافية
ولا قال حرفا قريب العهد من أممِ
واليوم فجَّرَه بَيْنٌ يئنّ له
صدق الشعور وما في الحرف من صممِ
مهما نأيتم ومهما البين أبعدكم
لا القلب يسلو ولا حبلي بمنصرمِ
وفي الختام لكم تِردادُ أدعيةٍ
بالخير والبشْر والتوفيق والنعمِ
وأن تطال المنى نفسٌ لكم سلكت
نحو الإله دروب الصبر والشممِ