مالي وللحـرف يبكينـي وأبكيـهِ إذ أقفرت صفحتي يومـا بناديـهِ
الشعـر يعرفنـي حقـا وأعرفـه لكنني في شحوبٍ صـرتُ أبديـهِ
وقد أتيـتُ اليـوم نسـج قافيـةٍ فما وجـدت بـه حرفًـا لأجريـهِ
فالشعر في قـوة تبـدو محاسنـه والشعر فـي سبكـه درّا ليحويـهِ
لكنني عن سمـاء الشعـر نائيـة حرفي ضعيفٌ وحبـري لا يُكفّيـهِ
وما حروفي ولا خوضـي لأبحـره إلاّ مُقـلّـدةً شيـئـا أحـاكـيـهِ
إلا محاوِلـةً أرقــى بقافيـتـي إن كان ما أكتبـه شعـرًا أُسَمّيـهِ
فالشعر في عصرنا قد بـاد كاتبـه حتى غـدا سلعـة الكـل يشريـهِ
أحبتي وقد أتيـت اليـوم راثيـة أرثي لشعري وأرثي مـن يُقَفّيـهِ
أزهقتُ روحي إذ أزهقـتُ قافيـة فالشعر روحي ودمّي مَـن يُغَذّيـهِ
شعري حزين وحرفي لا يطاوعني أبكي عليه وأبكـي مـن تجافيـهِ
يا هل رأيتم راثيا في الناس صولته كأنـه مـيّـتٌ والـكـل يرثـيـهِ