عامُ المطر



أُمنياتي العاثِراتْ
سفنٌ تخذِلها الرِّيحُ ويخفيها السَّحابْ
مدنٌ يطفِئها الفجرُ فتقتاتُ ظلاماً في ضُحاه
شربتْ سبعاً عِجافاً في انتظارْ
ربَّما اليومَ .. غداً .. بعدَ غدٍ يأتي نهارْ
أتعبتْها الأعينُ الظَّمأى تُفيضُ الدَّمعَ في كفِّ الدُّعاةِ السَّائلينْ
ربِّ اِروِ الظَّامئينْ
من جنونِ الغيثِ أو بعضِ المطرْ
أو تعاويذِ ضياءٍ وزَهَرْ
قال بعضُ العارفينْ
إنَّها سبعٌ أُخَرْ
أُمنياتي الظَّامئاتْ
هدَّها الإعياءُ غشَّاها شحوبٌ وانكسارْ
قرأتْ بعضَ السُّورْ
آيةَ الكُرسي وآياتِ القمرْ
بحثتْ عن زورقٍ يحملُها
لم تجدْ غيرَ حَجَرْ
جعلتْ منه وسادة
وتغطَّتْ بلِحافٍ من ضجرْ
لم تكنْ تحلُمُ إلا بالظِّماءْ
وبأطلالِ صورْ
وأُغيثَ النَّاسُ فالأعنابُ في كلِّ إناءٍ تُعتَصَرْ
أمنياتي نائماتْ
فاتَها خِصْبُ الشُّهورِ الرَّاعفاتْ
فاتَها في غفلةِ النَّومِ وإغضاءِ القدرْ
واستفاقتْ بعد حينْ
تجمع الأوهامَ من أعينِ بعضِ المتعبينْ
لم تجدْ حتَّى بقايا سُنبلاتْ
وابتدتْ في عَتمةِ الليلِ عذاباتُ سفرْ
أرجلٌ تحمل خوفاً ودموعاً وحذرْ
وعيونٌ ألبستْها أذرعُ الجَّدبِ ملاءاتِ خدرْ



17/7/2009