بَخٍ بَخِ
***
شعر
صبري الصبري
***

شاهدت فأرا قد أناخ بمطبخي
رحلا ونام بمستراحٍ مرتخِ
يختال بالقفز السريع بدقة
بين الحصون .بها استباق مُخَوَّخِ
يمضي غرورا في رشاقته له
بغيٌّ الأثيم طغى بفسق مُبَطْرَخِ
ويقول مرحى بالمكوث بأيكة
فيحاء تأتيني من الشهم السخي
قد عدت أفتح شقتي في غربتي
بعد الأجازة في حياة مُدَوَّخِ
فوجدت فتحة قرضه لدخوله
من كوع حوض بالطعون مُشَرَّخِ
فسددت ثقبا وابتدأت حصاره
لينال ذلا في قيود مُوَبَّخِ
أغلقت بابا في طوارئ عيشة
كانت بِهَمٍّ من نزيل المطبخِ !
ووضعت لصقا بالغراء مُطعَّما
بطعام جذب للئيم مُفَخَّخِ
ليحل ضيفا في براثن أسره
يلقى فناء في رقود مُفَسَّخِ
ما أصعب الأيام عكر صفوها
غزو بزحف بالسموم مُسَبَّخِ
ولزمت حرصا باستراق صراخه
إن حل فيه بمستطير مُصَرَّخِ
وابتعت سما من حبوب غُلَّفَت
بالموت شعشع في تخوم مُشَخْشَخِ
ومكثت أرقب مكره ودهاءه
يجري بخبث بالغرور مُلَطَّخِ
وذكرت هرتهم بـ(قهر محبة)
ومدى جسارتها بهذا الْمَشْدَخِ
ورغبت أن تأتي لإنقاذي هنا
بجميل دعم للغريب مُفَخْفَخِ
وعرفت زينتها ومحض حياتها
في رغد عيش بالنعيم مُتَخْتَخِ
ودعوت ربي أن يغور ببعده
جرذ المآسي باندحار مُلَبَّخِ
يا نفحة الأسحار فضلا أقبلي
برياح نصر .. بالسعادة أرتَخِي
وأعاد فتحته القديمة ممعنا
بفرار خصم بالشرور مُفَرَّخِ
ولَّى بحمد الله عني وانتهت
حرب لفأر مستبد أبلَخِ
وغدٍ شقي سارقٍ متسللٍ
قزم غبيٍّ بالجحور مُزَنَّخِ
أردى مزاجي باكتئابٍ مطبق
برحاب فكر بالعناء مُمُلَّخِ
وربحت معركتي بمحض توكلي
بفؤاد عبد باليقين مُضَمَّخِ
والأخذ بالأسباب دوما للذي
يهفو لنصر بالزمان مُؤَرَّخِ
سطَّرت ذلك بالقريض مسجلا
سفرا يجافي عُجْمَ كل مُلَخْلَخِ
ليكون بشرى لاندحار عدونا
عنا يولِّي بالهوان مُطَبَّخِ
ستنال جرذان احتلال سلخها
بسلاح فتك في أليم الْمَسلَخِ
سيزول عنا كل لص بالردى
يهوي بإذلال لأخزى فرسَخِ
أبشر بنصر الله جل جلاله
بيقين خفاق سليم يا أخي
هيا نقول بعزمنا ووثوقنا
بالفوز جمعا بالسرور : بخٍ بخِ !