انشودتان للمطر

انشودتـان برغـم الـجـرح والخـطـر
معـزوفـتـان بـــلا نـــاي ولا وتـــرِ
انشـودة الوطـن الغـافـي عـلـى حـلـم
يصحو فتسحرُهُ إنشودةُ المطرِ
ومــن سيحـيـى بــلا ارضٍ وقافـيـة
وهل لجيكورَ دون البدر من أثرِ
هـنـا تــلا الـفـجـرُ اولـــى ابجـديّـتـه
وها هنا فُسّرتْ إقرأْ من السورِ
هـنـا افــاقَ مُـعـافـى لـيــلُ غربـتـهـا
فـلـم يـشُـبْ ليـلـهُ شيـئا من الـكـدرِ
لـمّـا تفجّرَ ماءُ الأرضِ يوسِعها
عُبابُهُ غضباً يفضي الى نُكُرِ
جرتْ على غير هديٍ .غيرَ باسقةٍ
لاحتْ على نَشَزٍ تومي الى البشرِ
هنا العراق.. فألقت حملها فرحا
وسط العراق رست إفلوكةُ القدَر
سـمـاؤه فـيــض نـــور فـــي تـألـقـها
وارضــهُ ذهـبـاً تزدانُ بالشجرِ
فــكــان قِـبـلــةَ مـشـتــاقٍ لـمـعـرفــةٍ
وكــان مطـمـعَ تــوّاقٍ الــى السـمـرِ
حـتـى اذا سُـعّـرَتْ للـحـقـدِ جـمـرتـه
وكـان موتورهـم سقطـا مــن التـتـرِ
قـد فقّأتْ عـيـنُ جـالـوتٍ طويـتـه
فــراح يرمـقـنـا بـالاعـيـن الـشــزرِ
قـدّو قميـصـك كالغـيـلان مــن قُـبُـل
في حيـن اعمامنـا قَــدُوهُ مــن دُبُــرِ
(فكـان مـا كـان مـمـا لـسـت اذكــرهُ
فظُـن شـراً ولا تسـأل عـن الخـبـر)
أعَن عيون االمها في الجسرِ تسألني
ام عـن افانيـن عصـرٍ سيـد العُصُـرِ
يــا ايّـهـذا الــذي لــم يـبـكِ مــن ألمٍ
كـلا ولا اغرورقـتْ عينـاهُ بالعـبـرِ
إعْلَمْ بأنَّ شعوبَ الأرض ملء دمي
ومهـرُ حُريّةِ الثوّارِ من شَرَرِ
فكـم مــن الطَعَـنـات النـجـل كابـدهـا
تئـن منهـا الجبـالُ الشـمُ مـن ضـررِ
يغضـي سـمـوا ولا ينـحـى بلائـمـةٍ
علـى صديـق تولـى عنـهُ مـن خـورِ
يـــا ايـّهــذا الـــذي عـافــاهُ حـيــدرةٌ
بمـا وشـتْ يـدهُ البيضـاء مــن دررِ
انبئ مثاباتِ هـذا العصـر ساستهـا
أنْ في حسينٍ كثيرا من خطـى عمـرِ
وأن فـــاروق هـــذا الـديــن طَـوَقَــهُ
حــــبٌ لآل رســــول الله كـالــقــدرِ
فـلـيـت ساسـتـنـا لا يـعـبـثـون بــنــا
ولا يعدونـنـا مـــن صـفـقـة الـعـمـرِ
وليـت مـن غـال منهـم فــي تخبـطـه
يستجلي الحرف في انشودة المطـرِ
فـلـن يـجـد غـيــر اصـــداءٍ مـــرددةٍ
يبـقـى الـعـراق وتبـقـى دارة القـمـرِ