في يوم من أيام عام 1996 توفي الشيخ محمد الغزالي أثناء محاضرة في الجنادرية و هو يكتب بعض الملاحظات ليعلق بها على كلام المحاضر ...



و أغمد السيف


أيُّـهـذا الـمـعـذب الـمـفـؤودُ مـا لعينيـك بالـدمـوع تـجـودُ؟
ليـس للشاعـر الجريـح مــلاذٌ من صروف الزمـان إلا القصيـدُ!
فهو سيفي إن ثلّـم الدهـر سيفـي و هو زندي الواري ، و خلي الودودُ
هيه يا قلـب ! أنـت مهـدٌ و لحـدٌ تـولـد الأمنـيـات ثــم تبـيـدُ
نحن فـي قلـب دهرنـا أمنيـاتٌ ! لـيـس مـنـا إلا ولـيـد فقـيـدُ
أيهـا الشاربـون خمـر الأمـانـي ذاك كــأسٌ مـزاجـه التنـكـيـدُ
قد خلقنا للموت ! فالكل يسعى نحوه تـتـبـع الـوفــودَ الـوفــودُ
كلَّ وقتٍ للموت فـي الخلـق حكـمٌ الملـوك استـوت بـه و العبـيـدُ
و الأريب الأريب من يشتري الأخــ ـرى بدنيـا عمـا قريـبٍ تبـيـدُ
ارث ! هل يسمع الرثـاء الفقيـدُ ؟ و ابك ! هـل بالبكـا تـراه يعـودُ؟
خبـرٌ جـاءنـي فـهـز كيـانـي و لـه فـي الفـؤاد وقـعٌ شـديـدُ
فكأني قد صـخ سمعـي صـورُ الــ ـحشر هولاً ، و الأرض تحتي تميدُ
أيمـوت الـذي بـذكـراه يحـيـا كـل قلـب سبيـلـه التوحـيـدُ ؟
عـاش لله مــا تـزلّـف للـطـا غين يومـاً و مـات و هـو حميـدُ
كان سيفاً لم يعـرف الغمـد يومـاً ها هو اليوم فـي الثـرى مغمـودُ!
يا غزاليّ لـم تمـت ، أنـت حـيٌّ كـل حـرف ممـا كتبـت شهـيـدُ
يـا أليـف الحجـا ، و ربَّ معـانٍ سائـرات نبـدي بـهـا و نعـيـدُ
ليت رمساً حواك قلبي فيثوي فيه علمٌ و حكمةٌ و صمودُ
خالـد أنـت يـا غـزالـيُّ فيـنـا و بتقوى البـاري يكـون الخلـودُ
قــدّر الله ... لا حـيـاة لخـلـقٍ إنمـا الـحـيُّ ربـنـا المعـبـودُ
إنمـا المـوت أن تعيـش ذلـيـلاً فـي زمـان تسـود فيـه القـرودُ