|
غريـب ماله أفق يلــوح |
يسير وفي مسيرتـه جنـوح |
وفي عينيـه أسرارٌ حيارى |
تحاول أن تبوح ولا تبـوح |
تجمد فيهما صمـت طويل |
على شرفاته انتحر الوضوح |
تهشُّ الطيرُ إنْ تسمعْ خطاه |
ويبلع في فم الأفعى الفحيح |
ويزهو -إن مشى- سهلٌ ويدنو |
سحاب تستقي منه السفوح |
أحاول أن أجوب الغيب فيه |
فتصدمني برفعتها الصـروح |
وينأى اليأسُ بي حتى يـراني |
-فيحنو - خاطر طلـقٌ سمـوح |
يمد يديه يكتبنـــي خطاباً |
فترتعش البلاغة والشــروح |
وينجاب الضباب ويدنو كون |
مــــن الأسرار ممتد فسيــح |
ويذوي الحرف يطوي الصمت معنـى |
تَكَسَّرَ دونه اللفظ الصريـــــح |
فأصحو مــــن وجودٍ كان وهماً |
ويلقي ظلَّه حلــــــمٌ جموح |
وتعرفني الدروب أنا غريــــب |
على أبوابه انتصب الكسيــــح |