طافت على القلب رؤيا الشاطئ الثاني
فأدرك الــروح ـ ياللجرح ـ سيفان

كأنما الصخرُ أدعوه ليسكبَ لـــي
مـــن جوفه مايرِّوي حَلْقَ ضمآن

كأنما فـــــي بحار لا انتهاء لها
قد رحت أحرث بعد الجهد - خذلا ني

كأنما في صحارى التيه راوغنــي
وجهي وضاع سدىً بحثي وأضناني

فيا اغترابي وياهمي ويا هممـــي
وياجنوني وأمواجي وبركـــاني

ملامحي لــم تزل تندى روائحها
منذ التقيتك فـــي أطياف إيماني

ذاك اللقاء على ألواحــه اغتسلت
روحي وطاف على السارين عرفاني


ولم أزل أستقي من وهجــه لغتي
وأسرج النجم في ليلــي وأكواني

وأطلق الشوق أحلاماً ملونــــة
قد صغتها من رؤى وجدي وأحزاني

لعلني ألتقي وجهي أعُيدُ إلــــي
دربي خطاه ويصحو نبضُ إنسا نــي

لعلني ألتقيني فيكَ ثانيـــــــة
ياغيب روحــي وياإشراق وجداني

فيورق الصخر بستاناً ويمنحــــني
دمي شذاه ويدنو الشاطئُ الثانـــي