العلاج



تائه بين ضفاف نهر الحياة .

أسبح ــ غالبا ــ بلا معدات ، ضد الجارف من التيارات .

أغالب ضروب القهر والإحباط .

تتآزر ــ دوما ــ فتهوي بي إلى أعماق بحار الأمل البعيد.

أنتظر طويلا لمعان بريق السراب .

أرق لحالي .

تغالبني دموعي .

أخفيها بوضع خدي بين كفي يدي .

أفكر في الاستسلام .

لا أقوى على الاستمرار .

كما لا أقدر على تتبع انفلات صدفات عمري وتساقطها .

أتساءل همسا .

هل يوجد في الحياة من يعاني مثلي ؟

هل في المقدور أن أتدارك ما ضاع من حلقات عمري المتلاحقة المتسارعة ؟

أطرقت طويلا .

فكرت مليا ، محاولا تشخيص عاهتي وتحديد صنف معاناتي .

لا تنقصني وسائل تدبير عيشي .

ولا أجد دفئا ولا أنسا بين خاصتي وأهلي .

إنها التعاسة المتجددة ليل نهار .

إنه الفراغ المهول الذي استفحل حتى ختم .. وغلف .. وطمس ..

بحثت باهتمام عن العلاج .

جبت وهاد المصنفات .

صعدت الجبال إلى القمم الشاهقة ، أستشير وأستفسر .

جربت الكثير من الوصفات .

لم أجد سوى وسيلة الاعتماد على نفسي .

نصبت نفسي طبيبا معالجا لها .

فتماثلت رويدا حتى تغلبت على وساوسي . وندفت

بأصابعي غيوم الاكفهرار المغطية لسمائي .

شعرت باطمئنان قلبي .

وشساعة سعة صدري .

واتساع أفق الحياة أمام بصيرتي .

وتلك هي البغية التي كنت أنشد في حياتي
.