ثبت الرقاد وسار في العقل المنام هبط الوجوم على مغارات السلامْ
يتفتح الورد الجميل من الندى وبيوت قومي تستضاف من اللئام
وتموج الأحراش من صنع الهوا والنهج عند القـوم ترسـمه الأنام
في كل صبح من دهوري ومضة حولي أراها في العيون فلا أضام
لكنني إن حل لـيلي خـلتها تخبو وتصفعها الأحابيل العظام
هل يا ترى كان السلام مخبأ بين التلال يغـش آمال الهـمام!
أم يا ترى كانت تحاك أموره خلف الظهور وبين أفلام الصدام!
واليوم تجري قمة الصناع في أرض الكرام تدسهم تحت الرغام
يا ويلنا كيف اسـتجـبـنـا لليـهـود وكيف نرضى غير موتهم الزؤام
عاثوا فسادا واستحلوا شرعهم فوق الشرائع لا يـخـيفهـم الملام
الصخر يرنو للعباب مفتت لا يسلم العظم الطري من السقام
لا أرغب العيش السقيم وعزتي تهتز من وقع (الأسيد) على العظام
إن عشت عشتم والزمان مناوئ ولئن قضيت فإنني أهوى الحمام
من يسأم الإقدام تخرقه المدى من مـال للإنسـان طوقه اللجام
يا رفقة العمر الطويل على المدى أترى تـزاح اليوم أكوام الركام؟
جاءت قلوب لا تجيد سوى الكرى رضخت لزعم الهود في جمع الوئام
ما زعمهم إلا رواية كاذب يهوى مراوغة ويـلطم بالحـزام
فالخطب ينشر نهجه في حيـكم يمشي ويحمل في ثـنـاياه الحطام
ومهازل التاريخ درس ملؤه عبر تشير إلى الإباء على الدوام
نام الإباء فذاب جوهره الذي يحكي الحكايا ، عن معالمه، الكرام
السيل يجرف مزبدا بعض الحصى ويدرب الصخر الأصم على العصام
والدهر يخذل من له لا ينتمي كل الأنام إلى الفناء أو الـتـمـام
والمزن تعرف أين تنزل حملها لا تدرك البشر الهزيل أو الـنـيام
ولكل بارقــة شعــاع نابض يدنو من الأوهام فالومض انـعـدام
والحق يدري أين كان مقامه في العلم والأعمال ، في حمل الحسام
اليوم لا تثريب ! كيف أقولها بين الهجود بفكر أصحاب الـمـدام
وقرارهم من ذا يحيك قرارهم يبدو طهورا للفرادى والزحــام
يا ليته كان القرار بقـتـلنا يا ليته كان الوضوح بالانـتـقـام
القتل أنجـع من ذهاب كرامة ما للجراح محلها في الالـتـحـام
إنا نكابر أو نسوق نفوسنا في ظل تجديد القرار من (النظام)
قد حكموا أمرا وقالوا: واقع قد فـرقوا الآراء في الأمـم القـدام
وتقدموا في تيههم وعلوهم كالأسد تمرح لا تخاف من النعـام
وكأنهم فينا استخفوا قائما واستـدرجوا الباقي إلى وهـم السـلام
وتعجرفوا وتسلـقـوا قمم الرؤوس وظـنـهم تـخديـر أرواح الـعوام
لا ننحني، لكن سـقـف الكون بات مسـلـطا فوق الرقاب على الكـلام
سم زعاف في ورود جناننا نستافه فـنـظـن أنـفسنـا الشهام
يا ويح قلبي كيف نحرس دارنا واللص يضحك مـن مصافحة الغرام
تأبى القلوب، وفي القلوب زئيرها غطى على صوت الرعود بلا خصام
فكأنها بكماء لا تهب الصدى صوتا يـريـد حطام أعـمدة الخيام
يجتث جذر السم لا يخشى الردى صهيون في النـفس الأبـية لايرام
أين البراعة أين أحلام النهى والروح لا تهتز في كـنـف الظــلام
النور لا يمضي لمن ترك العدا تختال فوق دياره، تجـني الغــمـام
العز لا يرنو إلى متقاعس لا يلهم الأبناء تصـنـيـع السـهـام
والعلم ينفع عاملا لا ساهرا بين الربوع يقول هـات من الحـرام
العيب فـينا والـفخـار مكبل والفجـر لا يأتـي لـمن حرق الذمام (1)
إنا إذا نبكي نـهـيـن نفوسنا ذلا، فلا يجدي البكاء عن الضرام
صهيون يفعل ما يريد ونحن في دوامـة التفريق نـخـتـلق الوئام
نرتاح في شر الحوار ونهجهم ما عاش صد عن القرارات اللـزام
أفلا نفيق على إطار عدالة قبل الـهـبوط إلى مغارات السلام
والحق كل الحق في توحيدنا لقيام صرح يعتلى فض الخصام
من طاب عند الله نهج فعاله بعد الممات وفي الحياة له وسـام
(1) الذمام: الذمم



رد مع اقتباس

