قصة تعذيب الاسيرة الفلسطينية عبير عمرو
لم تدرك السجينة عبير عمرو ، من سكان الخليل في العشرين من عمرها أن مرضها سيوصلها إلى التعذيب أصعب من الموت فقد أصيبت بإعياء شديد ودوخة وانخفاض في ضغط الدم وحمى وهلوسة استدعت زميلاتها الطبيب ، فحضر معززا بقوات من الجيش والشرطة يصل قوامها إلى 50 جنديا يحملون الهراوات والتروس البلاستيكية الواقية والخوذات وكانت السجينات الجنائيات من الاسرائيليات مستعدات لانتهاز أي فرصة للاعتداء على الأسيرات الفلسطينيات فبدأن برشقهن بالماء ثم وجهن إليهن الشتائم.
ولما وصل أفراد شرطة مكافحة الشغب نزعوا غطاء الرأس عن عبير ، وقيدوا يديها ورجليها و بدءوا سحبها على الأرض امسكوها من الاغلال ورفعوها عاليا وأنزلوها بقوة كان الدم ينزف من فمها.
ولم تكتف إحدى الممرضات التي وصلت إلى الغرفة بما حصل لها ، فراحت تضربها وتركلها وبعد التعذيب أخذوها إلى العزل وكما قالت آمنة منى (آمنة منى أسيرة فلسطينية أخرى بتهمة قتل يهودي عن طريق تعرفها عليه في الانترنت)، فإن ما فعلوه مع عبير لم يكفها ، فقد عاد حوالي 50 شرطيا يحملون الهراوات ومن الخارج كانت السجينات الجنائيات يصرخن " يجب أن تموت آمنة" "بدءوا برفسي وضربي واستعملوا الهراوات بقوة .
ولما حاولت أن أتظاهر بأن ضربهم لا يهزني امسكوني من عنقي وشعري وجروني إلى زنازين العزل المظلمة التي لا تتعدى مساحتها مترا واحدا، وظلوا طوال الليل يضايقونني بتسليط الأضواء القوية على داخل الزنزانة".
لم يكن ما تعرضت له عبير عمرو من تعذيب بعد استعداء الطبيب الأول من نوعه في هذا السجن فقد مرت بمرحلة تعذيب قاسية بدأت منذ لحظة اعتقالها تقول " في 20/2/2001 في حوالي الساعة الواحدة ظهرا طعنت مستوطنا يهوديا وحاولت الهروب وأنا أحمل السكين كان أمامي ثلاث جنود صرخوا بوجهي طالبين أن أرمي السكين ، فرميتها ورميت معها حقيبتي اقترب مني اثنان من الجنود ودفعاني ببندقيتيهما وأوقفاني على الحائط ويداي إلى أعلى خلف رأسي وحضر جندي آخر وضربني على صدري بقدمه ثم أدخلوني سيارة جيب وأنا مقيدة انهالوا علي ضربا إلى أن وصلت إلى مركز الشرطة أدخلوني غرفة التحقيق وضربني أحد المحققين بكباسة الورق على كتفي استمر التحقيق ساعات طويلة واستخدم الإسرائيليون أثناءه مختلف وسائل التعذيب"0