وغدا ستساني وتنسى صورتي وعنواني، وتنسى لحن صوتي وكل ألحاني، غدا يا عمري سيأتي طيفي بحضن الليل وتفتح عينيك على ذكراي ويقلق جفنيك هجري وغيابي ، ستحن لكل أيامي وحتى لأسوأ صفاتي ستحن لغيرتي العمياء ولتساؤلاتي ستحن لمن تتعقبك في كل مكان .. ستحن لكل ما كان يزعجك مني، وستئن وتتألم مثلي وستبكي غيابي ، ستبكي من شوقك لعنادي وحتى لشكي وظنوني .. لن تجد امرأة مثلي تبحث عنك في كل مكان ..
غدا يا حبيبي ستتوق لأن تسمع صرخاتي ، ستتمنى لو انك استطعت فهمي وعناقي ، واحتواء امرأة كانت تنتظر حضنك لا ظلمك ، كانت تنتظر دقة قلبك ونبض روحك، كانت تعيش في مخيلتك .. ثم عاشت في حاضرك ،ولم تستطع احتوائها لم تستطع المحافظة عليها .. لم تستطع احتضان الطفلة الخائفة في داخلها، لم تستطع احتواءها بكل حنان، وهي من كانت تحتاجك بطفولتها وانوثتها، كانت تحتاجك لأن تهديء الاعصار الذي يضج في داخلها يقتلعها ويأرق حتى نومها ، كانت تحتاجك لتمسح دمعتها..

انا كنت احتاجك لأن تحضنني، لأن تلملم ضعفي وضلوعي المتناثرة بفعل اعاصير حزني والمي، بفعل سنين شقائي واهاتي كنت احتاج ان ابكي على صدرك لافرغ بركان دموعي وشجوني، كنت احتاج ان تجذبني بقوة لصدرك وتحتويني لاحس بالامان لاحس انك تملكني واملكك، كنت احتاج ان احس بانك لا تفرط بي مهما كان ، بأن تجعل مشاعري فوق كل شيء عندك ، لاحس باني وان بعدت عنك لن تلجأ لتعوض حبي بغيري، لأحس بانيمليكتك بحضوري وغيابي ..

كم كنت اتمنى ان تاتي بعنفوان الغيرة مانعا لي من هذا التصرف او ذاك ، كم كنت احتاج لان احس بغيرة مجنونة منك لأشعر بانك تغار علي من كل من هم حولي وحتى ممن ليسوا حولي ..

كنت احتاج همسك الصادق وحروفك النقية، كنت احتاج ان تلملم ما بعثره الزمن فيني .. فما كنت الا اعصارا جديدا بعثرني اكثر واكثر، كنت اتوق لان تحملني بين يديك .. لتدلل الطفلة التي بداخلي، و ان اشعر اني معك طفلة عمري 10 سنوات لا اكثر .. تدللها وتضمها تقبلها بشوق وتطير بها فرحا .. تمازحك وتزعجك بثرثرتها .. وكرهت الآن ثرثرتي ..

لم اكن احتاج شعرا وقوافي، والله ما كنت احتاج الا فهمي وتهدئة خوفي وأنيني الذي عاش سنين في نفسي، ما كنت احتاج إلا ان تحافظ على مشاعري مما يخدشها او مما يزيد خوفي منك واحساسي ببعد الامان معك ..

أما كان يمكنك ان تتفهم باني انثى مبعثرة بفعل رجل، وطفلة خائفة تتوق للامان ، اما كان يمكنك ان تتفهم كيف تعاملني حتى تلملم بعثرتي وتهديء خوفي ورجفة أضلعي ؟
اما كان يمكنك ان تعلمني ان اثق بك لأغمض جفني وأغفو بابتسام وأمان ؟ أما كان يمكنك ان تثبت لي بأن همسك لي وحدي .. وبان كلماتك لا تخرج من قلبك وحتى من شفتيك لغيري ، اما كان يمكنك ان تهرب مني إلي كما كنت تطلب مني ان اهرب منك إليك .. لا أن تهرب من حبي وتعوضه بغيري بحب مزيف وتكسر قلبي وترهقني وتفقدني الثقة فيك وبحبك وبكل كلماتك وحتى بنبض قلبك ..

أما كان يمكنك ان تحتويني بهذه المشاعر التي احتاجها لالملم بعثرتي وخوفي بعد أن سقتني الحياة علقم الجراح وشربت الألم والغدر من رأسي حتى قدمي .. أكان هذا كثيرا لتهديه لي يا من تيمت بحبك؟!!


نسرين