[move=right]نبض الباب[/move]
شاب شعر العمر ، تهدمت أركانه ، نجلس أنا وزوجي نسامر وحدتنا ، نتذكر الأيام الخوالي ..
هذا البيت الصامت الذي كان يشع ضجيجا يسعدنا ، نلهو بأرجوحة تسمى الحياة ... ويوماً
- ألا تسمع طرقات على الباب ..؟
- كلا لم أسمع شيئا ..
- هناك من يطرق الباب لعلهم أحبابنا..
- قلت لكِ لا يوجد أحد ..
- أرجوك أنهم هم ، قلبي يخبرني بهذا..!!
يذهب ويعود ........
- قلت لكِ لا يوجد أحد ..
- أرأيتَ تباطأت في فتح الباب ، فظنوا أننا بالخارج ورحلوا ، يا ترى متي
سيعودون مرة أخرى ..؟
أعود لأسمع همس أعضائي ؛ تئن ألماً من حمل تلك السنوات الكثيرة..
ليلاً ..........
- استيقظ .. هناك من يطرق الباب ..
- أرجوكِ نامي ، لن يأتي أحد في هذا الوقت المتأخر ..
- صدقني طرقاتهم هى التي أيقظتني ..
- أرجوكِ .. أنها تهيؤات ..
بدأت تبكي ليصدق قلبها الذي سمع طرقات أحبابه ..
رق لها قلبه ، فنهض يحاول إيقاظ قدميه الناعستين ، عاد ....
- قلت لكِ لا يوجد أحد ..
- لي ساعة أوقظك ، حتى ذهبوا ، يا ترى متى سيعودون مرة أخرى ..؟
تمر الأيام ليرحل آخر صوت كان يشعرها بطعم الحياة ، لتنهشها الوحدة
وتقتلها سيوف الصمت ..
تسمع طرقات على الباب ......
تستحث قدميها للسير ، تتحرك الأولى ، تستجدي الثانية لتلحق بأختها ، تعاندها
وبعد حروب طويلة تصل للباب ، فلا تجد أحدا...
- أه منكما صرتما هرمتين ، لا تقويان على حملي والسير بي حتى الباب ، ليتني
فقدتكما فلا فائدة منكما ، سوى تلك الآلام التي تنتشر بكما ..
تجلس تفكر كثيرا .......
- نعم إنها فكرة جيدة ...
تدفع الكرسي ، الذي التهم سنوات عمرها ، صار ثقيلا لا تقوى على دفعه ..!! تحدثه .....
- تحرك ، أتذكر عندما كنت ألكزك بإصبعي فتفر مذعورا أمامي ...
بعد معاناة طويلة ، كأن الكرسي يلتصق بمكانه ولا يريد أن يبرحه ، أو أن
الأرض تتمسك بأقدامه خشية فقد لمساته على وجهها ..!!
أخيرا يصل الكرسي بجوار الباب ..
لتجلس عليه صامتة ..........



رد مع اقتباس






