اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. علا حسان مشاهدة المشاركة
قديما كانوا يقولون " المعنى في .. الشاعر "

وهذا دليل على أن علماء النقد واللغة والبلاغة كانوا يتحيرون أحيانا في الوصول إلى مقصد الشاعر وفي عصرنا الحديث لم يعد القارئ بوسعه أن يتوقف طويلا ليستخلص قصد الشاعر أو غايته .
إنه قارئ متعجل ، أو قارئ الشبكة الالكترونية الذي اعتاد القراءة السريعة لذا ليس هناك ما يمنع مطلقا من أن يكتب الشاعر بعض السطور النثرية في مقدمة قصيدته تضم نبذة عنها وعن مضمونها ، والهدف منها ومناسبتها ومقصده منها ، وإن لم يكن في مقدمتها ففي نهايتها
حتى يكون القارئ أكثر تواصلا معه .

قصيدتك متميزة ولغتك قوية ومعانيك تخبر بشاعر واعد ..

ولكن لي تساؤل عن " النبض والنبض الآخر "

ربما تقصد بالنبض العدو ولكن كيف يكون النبض رمز الحياة والدفء ذاته رمزا للشر
حتى لو كان نبضا آخر ، إن كلمة " النبض " اختصت بالحياة وبالحب وبالشاعرية والدفء
فكيف نحولها الى تلك المعاني التدميرية ؟ وكيف يكون خطاب اللوم والرجاء موجها الى من يحمل راية الشر ؟ إنها رؤية تناقضية تحتاج تغييرا .


مع خالص تقديري لشاعريتك المتألقة

علا حسان
سيّدتي الرائعة د / علا حسان
هل لي أن أختلف معك في منطلقك لفهم التناقض وربط الدال بالمدلول ؟
أولا سيّدتي إن الشاعر الذي يبدأ القصيدة بهكذا بداية ( نبذة عنها وعن مقصدها ) قد وأد القصيدة وهمش القارئ تماما فالقارئ من المنظور الحديث هو المبدع الثاني للقصيدة وحينما تخرج القصيدة من عباءة الشاعر فإنها حتما ملك يمين القارئ يؤولها كيفما شاء لتأتي الرؤية النقدية كقراءة أخرى للقصيدة من حيث استيطيقا الشعر ( الأسس الجمالية لها ) واستراتيجية النص للوصول إلى هدفه الدافع لقول القصيدة هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التناقض لدى الشاعر ( ولا أقصد تقديم رؤية ما للقصيدة وإنما لأي قصيدة ما ) قد يكون البوابة الواسعة لفهم الشاعر والوصول إلى المعنى الممكن وحينئذ لا يكون التحول التناقضي إلا انعكاسا مباشرا لمنطقة الألم والتعبير بالتناقض قد يأتي متناسقا لنوعية الألم وبارزا له وققد يكون التناقض أيضا نابعا من استحضار ملامح الأسطورة كما في أنشودة المطر للسياب واتخاذها وسيلة للمناجاة التي صوغت له التناقض والجمع بين المعاني المتناقضة لفهم أوسع لرؤيته للحياة في العراق مما أكسب المطر كرمز تناقضية الفرح والنماء وكذلك الحزن والموت
أمّا عن النبض كدلالة فليس من المعقول أن نحبسه على مدلول معين فإن الرمزية في اللفظ تقبل الصفة التجددية للمدلول وهي إحدى السمات الأساسية للرمز وإلا لتحول للإشارة ولا مانع من ان يحاول الشاعر ليضيف بعدا جديدا لرمزية النبض كدال متجدد لمدلولات أخرى وإلا فقد أوقفنا عملية الإبداع على منطقة معينة في اللغة ولنجمدها في قالب لا تخرج عنه .
سيّدتي اسمحي لي أن اختلفت معك فقامتك العلمية أكبر من أن أختلف معك بعلمي البسيط ولكنها أولا مشاغبات من قارئ مشاغب نوعا ما وثانية وجهة نظر وإن اعتمدت على بعض القراءات إلا أنها لن تكون أبدا بحجم علمك أو رؤيتك
مودتي