السلام عليكم إخوتي الكرام ..

أغفوتِ أم ما زلتِ ساهرةً
إني هناك أكابد السُهْدا

وتكاد تقتلني مصامدتي
كبرا لأبدو الصابر الصلدا


صحبي : الليالي السودُ : ساحرةً
شمطاءَ تزجي البرق والرعدا

والحزنُ : تياها بـمِـنْجَلهِ
سكران يحصد مهجتي حصدا

والشك أعيا العقل همهمة
تفري النهى وتشتت الرشدا

و الخوف - ملء الأفق - يوعدني
ويشق لي في جوفه لحدا

والشعر – مُهْترئا - يمزقني !

و فحيح أسئلة تؤرقني ...

ومجامع الجهال ترجمني ..
.. و تظل تزري بي : " .. أتى إدّا ..!

هذا الفتى الأفاق !.. تسكنه
جنّ الهوى !.. بُعدا له بعدا ! "

و جناني المكدود يهتف بي
متمزقا حزنا : " كفى وجدا

فلقد نزفتُ دما وعاطفةً
و العزم كلَّ ونابضي أكدى "

***

ألديك يا هاتيك محض هوى
حلو فيترع مهجتي شهدا

أم أن حبك سوف يترعني
صابا ويكسوني الشقا بُرْدا

فلقد مللت نفاق أقنعة
جلت " الكرام " وأخفت الرُّبْدا

ومللت هذا الناس ما فتئوا
يتقاصفون الجهل و الحقدا

ومللت مضطجعي على حَسَكٍ
و مللت سهدا هدّني هدّا

ووددت لو أنـّا بنائية ٍ
فيحاء لا نشقى ولا نردى

حيث الجمال البكر يرفدنا
بطرائف تجتاحنا سعدا

حيث الزمان يمر مختبئا
يخفي الأسى و الـ" قَبل " والـ" بَـعدا "

أؤويك في أحضان فاغية
كانت لأحلام الشذا مهدا

لا جار ثَمَّ سوى مطوقةٍ
حيرانةِ الـتَّحنان لا تهدا

ومشاغب ٍمرح يقيم على
أعتابنا يصفي لنا الودا

ويظل يزعجنا بسقسقة ٍ
سكرى فنرشق عشه وردا

يأوي إلينا الليلُ إن قلقت
أحلامه أو عارك السهدا

ويزورنا الإصباح مبتهجا
يهدي الندى والطيب والندّا

حتى إذا ألفاك ساءلني
متضاحكا " أتحبها جدا ؟ "

ضاحكته وأجبت : " أعشقها
عشقا كنفح العطر أو أندى

عشقا كعمق الروح خالدة ً
والليل ِ ما أخفى وما أبدى

ولعمرها ما بـيْ مفاتـنُـها
نهدا بديع الكِبْر أو قَدّا

فجمالها عَرَضٌ ستهْصِرُهُ
سنن الذبول الصمُّ لا بدّا

والروح تبقى حية أبدا
تفني الردى و تجدد العهدا