بعدَ أنْ أغلقت جهازَ الراديو احتضنَتْ وسادتَها الغارقةَ بدموعِها، مازالَ صوتُ العندليبِ الأسمرِ يرددُ في مسامعِها (وعُمْرِ جَرحِي أنا أطول من الأيام) لتَزيَدها كلماتَه عذاباً وشوقاً لذلكَ الناهش لقلبها،نظرت عبر نافذتها إلى القمرِ فرأت فيه حلاوة ذلك الحبِ ورأت في سوادِ الليلِ المحيطِ به كل عذاباتها ومعاناتها.
بمحاولةٍ يائسةٍ أمسكتْ هاتِفَها النقال واتصلت به وكلها أملٌ بأن يعودَ إليها من جديدٍ بعدَ أنْ علَّقَها بحبالِ حبه وغزا قلبها النديّ بلا رحمةٍ مستبيحاً لحُرُماتِها غير آبهٍ بكلِ ما سَيؤولُ إليهِ الأمر.
ردَّ عليها بصوتِهِ الجميلِ وكلماتِهِ المعسولةِ مرحباً بها فأحسّتْ بتلكَ الطمأنينةِ التي انتظرتها منذ رحيله، طالبته بالعودةِ والوفاءِ بالعهد.
صمتت لبضعِ ثوانٍ ثم انفجرت بالبكاء.
15/7/2008




رد مع اقتباس



