كُلَّما صافَحَتْ عُيونِي ضِياءَ النُّجومِ الساهِرَةِ، وَرَفرَفَ قَلبي كَطائِرِ السنونو تَجتاحُه ليالي البُعدِ البارِدةِ، يُحاصِرُني طَيفُكِ المرسومِ في وَجهِ السَماءِ، أمدُّ يَدي عَلَّني أُلامِسُهُ أُعيدُهُ لِأَحضاني التي أَرَّقَها طُولُ الانتظارِ، يَتَحَرَّكُ في داخِلي بُركانُ الشوقِ يُزَلزِلُ كُلَّ طَبقاتِ أرضي يُفقِدُني توَازنُي الَمعهود، أصيرُ نَسمَةً تُداعِبُ وَجنَتَيْكِ كُلَّ صَباحٍ.

أرضِي ظَمأى تَنتَظِرُ غَيثَكِ كَيّ تُنْبِتَ زَهراً بنَفسَجياً، يَسرِقُ عَبيرَه الأَخّاذِ منْ رَبيعِ رُوحِكِ الفَواحِ.كيفَ يَلتَئِمُ جُرجي دونَ أنْ يُلامسَ رِقةَ قلبكِ التي مَنَحتِني إيّاها طويلاً، فكانَت دِفءَ رُوحي كَلّما أَتعَبَتني بُرودَةُ الأيامِ،ما زالَ نَزْفُ فؤادي مَعيناً لا يَنْضَبُ مِنَ الأشواقِ المولودَةِ مِن رَحمِ الفَقدِ.

وَحشُ الفراقِ أعلنَ التوبَةَ عَنِ التفريقِ بَينَ القُلوبِ، سَيّفُ البُعدِ اعتكفَ في غِمدِهِ إشْفاقاً على قَلبٍ لم يَبقَ فيه مَكانٌ لطَعنَةٍٍ.

أَنا هُنا في مَكَانِ غُرُوبِ شَمْسِكِ على أرضِ قلبي، أموتُ آلافَ المراتِ وأرسِلُ رُوحي مَعَ سحاباتِ الحُزنِ قُرباناً عَلَّكِ تَعودِين، فتَرجِعُ إليَّ تارةً خاويَةً خائِبَةً تَصفَعُنِي مِنْ جَديد وتَرأَفُ تارَةً فَأَراكِ في أَحلامِي فَاستَمِدُ طاقَةً ِلَأحيا عَلى أَمَلِ اللِقاءِ مِنْ جَديدٍِ.

حبيبتي... مازلتُ أحيا بِنارِ حُروفِها تَحرِقُني، لِتَكتُبَ دُموعِي على جُدرانِ الزمانِ
(لَنْ أَمَلََّ الانتِظارَ).

2/4/2011