كتبناها في الخريف الماضي على سجيّة السمع و الوقع ، فلربّما شابتها الهنّات ، فمرحبا بكلّ تصويب و تسديد ، و نذكر أنّنا لم نكتب شعرا منذ نحو سنتين .
*** أنتِ ، أنا و المطرْ ***
*****
ضوءُ السّحابِ و قطرُ السّماءِ
و صوتُ المطرْ
و صبحٌ تعتّقَ منذ الأزلْ
نشى الهائمينَ ..
فوق الهضابِ و نحو الفضاءِ
وراءَ الجُدُرْ ..
يُخالِفُ دفءَ الصباحِ العليلْ
كعادَتِهِ بشمْسٍ تُطلّْ
يُواري شروقَ الشّعاعِ الجميلْ
و يُوقظُ في القلبِ عشقَ النّدى
و عشقٌ هناكَ ..
عتيقٌ أصيلْ
تفتَّحَ كالزّهرِ عندَ البُكَرْ ..
كنفحِ الورودِ كضوءِ القمرْ
كتلك الأماسي التي لمْ تزّرْ
كطيفٍ لبِثتَ طوالَ السنين
تودُّ اعتناقَهُ فيكَ ظهرْ
و ها قد ظهرْ ..
أنا باغترابي
و أنتِ أمامي
و يجمعنا سحرُ ذاكَ المطرْ
رأيتُكِ قربي
فتاةً تسيرُ ..
و لونُ السّحابِ
و غيمُ الضّبابِ
و حبّاتُ قطرٍٍ كمثلِ اللُّجينِ
و أرمقُكِ بانعتاقٍ أسَرْ
و أوقِفُ كلّ الثواني الغرابِ
أجرِّدُ مشهدكَ المعتبَرْ ..
أنا بانسيابي
و أنتِ هناكَ عيونُكِ ترنو
إليَّ تلاحظني في خطَرْ ..
أحنُّ إليها و هْيَ تراني
أودُّ أبادِلُها ما انشطَرْ
أودُّ أعانِقُها من مكاني
و أنسى زماني
و يصهَلُ خيلي طليقَ العنانِ
يُسابقُ رشْقَ سهامِ المطرْ ..
بياضُهُ يسبي
و ركضُهُ يُنبي ..
عن فرطِ حلمٍ عظيمِ الأثرْ
أنا باقترابي
و أنتِ أمامي ببيضِ الثيابِ
كوردةِ فلٍّ
كلوحةِ ظلٍّ
تجسّدَ عشقاً تحدّى القدَرْ
كحُلْمٍ غفا عن جنودِ السّهرْ
رسمتُكِ ..
أنتِ ، أنا و المطَرْ .



رد مع اقتباس