فُرُوسية





أُسَمِّيهِ
جُرْحًا نَازِفًا طَالَ صَبْرُهُ سِنِينًا
أُسَمِّيهِ
دَمْعًا رَاكِبًا سَاكِبًا جَمْرًا حَزِينًا
كَمَا حُزْنُ التِّي لَمْ تَرَ الجَمْرَا
أُسَمِّيهِ
وَقْتًا سَائلاً لَمْ يَنَلْ دَمًا
فَلاَ رَاجِلٌ دَومًا
وَ لاَ رَاكِبٌ دَهْرَا
تَنَاءَى كَمَا النِّيرَانُ تَبْنِي عَلَى الَّردَى
سُيُوفًا لَها فِي كُلِّ بَارِقَةٍ نَصْرَا
وَ فِي كُلِّ ظِلِّ كَانَ لِلشَّمْسِ مَائِلاً وَحِيدًا
كَمَا الأَحْزَانُ تَأْوِي إلَى الذِّكْرَى..
عَصَافِيرُ شَوْقٍ هَذِهِ الأَرْضُ كُلُّهَا
دِمَاءٌ لَهَا
فِي القَلْبِ نَافُورَةٌ حَيْرَى عَلَى مَا دَهَاهَا
مِنْ كُرُوبٍ
وَ عَالَمٍ يَرَى فِي سَوَادِ الحَرْفِ أَشْلاَءَهَا الحَيْرَى
وَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي سَابِقِ القَوْلِ مِنْ مَسَافَةِ الحُزْنِ
فِي التَّأْوِيلِ لاَ تَفْضَحُ السِّرَّا..
أَحُبْلَى بِمَا كَانَتْ
تَرَى البَحْرَ أَسْوَدَ الغَيَابَاتِ وَهْمًا
لاَ كَتُومًا لَهُ أَمْرَا
كَمَا يَكْتُمُ التَّدْوِيرُ فِي الحَرْفِ خِرْقَةً
لَهَا فَجَوَاتٌ
لاَ تُرِيدُ لَهُ سِتْرَا تُذِِيعُ مَطَايَا الشَّوْقِ مِنْ غَيْرِ عِلْمِهِ..
وَ لَيْسَ لَهُ قَوْمٌ يَمُوتُونَ دُونَهُ فَتُبْقِي لَهُ الأيَّامُ
فِي مَوتِهِمْ عُذْرَا
سِوَى مِنْ هَجِيرٍ غَائِرِ الشَّوْقِ مُحْتَمٍ بِِرِيحٍ عَلَى الأَسْحَارِ
تَبْكِي لَهُ سُدَى
حَمَامَاتُ سَقْفِ مَائِعٍ حَامِلٍ وِزْرَا
بُكَاءً رَأَى مِنْ هَجْرِ وِحْدَتِهِ هَجْرَا..
أَوَقْتٌ لِهَذَا الوَحْمِ دَامٍ
كَغَيْرِهِ يُرِيقُ سُبَاتَ العَيْنِ
مِمَّا رَأَتْ بِهِ مِنَ الحُبِّ
فِي كُحْلِ المَسَافَاتِ
عِنْدمَا يُلاَقُونَهُ جَمْعًا
وَ يَشْتَاقُهُمْ فَرْدَا
يَلُوحُونَ فِي عُمْقِِ الدَّلاَلاتِ
مِثْلَمَا تَرَىَ أَعْيُنُ الزَّرْقَاءِ
فِي قُرْبِهِمْ بُعْدَا جَمِيلاَ كَأَنَّ الحُرَّ يَأْبَى رُكُوبَهُ
فَكَانَوا لَهُ سَيْفًا
وَ كَانَ لَهُمْ غِمْدَا
أُسَمِّيهِ
بَعْضًا مِنْ حُرُوبٍ تَثَاقَلَتْ هَزَائِمُهَا فِي القَلْبِ
حَتَّى تَرَدَّدَ الهَوَى العَابِرَ الأَوْهَامِ فِي يَوْمِ نَكْسَةٍ
رَمَى خَيْلَهَا فِي بَحْرِ مِلْحٍ حَسِبْتُهُ...
وَ لَكِنْ أُجَاجٌ
أَسَمِّيهِ
تُفَّاحَةُ الصَّدَى بِلَوْنٍ غَرِيبٍ عَنْ هُيَامَاتِ عِشْقِ لَمْعَةِ الوَقْتِ
فِي رَحْلِ المُحِبِّينَ لِلذِكْرَى
أُسَمِّيهِ
وَ الأَسْمَاءُ فِي سَاحَةِ الوَغَى خُيُولٌ لَهَا فِي الرِّيحِ
حَرْفٌ تَلَبَّدَ الأصِيلُ الذِي سَاقَتْ جِرَاحَاتُهُ الأُخْرَى
لِقَبْرٍ رَقِيقِ الجَوْفِ يَأْبَى لِفَارِسٍ
غَرِيبٍ بَأَنْ تَرْثِي عَذَابَاتُهُ القَبْرَا




عبد القادر رابحي
مدينة سعيدة في:23/04/09