| 
 | 
عبر الحدود : من المحيط إلى الخليج  | 
 يُهدي العروبة زاهيا ألق النسيج | 
وكأنما الأطيار صاحبت  الخطى  | 
 فشدت مع  الركبان باللحن البهيج | 
جادت به كف التآخي بَرَّة  | 
 متوهجا كالدر ؛ ليس به أجيج | 
وهفت لمقدمه الفواكه ، فازدهت  | 
 نشوى ، معطرة بأطياب الأريج | 
هو مغربي النبت ، لكن ما به  | 
 إلا بريق رفَّ من كل المروج | 
ألمشمش السوري والمصري كم  | 
 زفَّا إليه تحية ريّا الوشيج | 
إن تلقه ، تلق الشموس تتابعت  | 
 وتدافعت –من غير عنف– كالحجيج | 
وإذا مررت به، انغمرت بفوحه  | 
 يسري نديّا ؛ كالطيوف بلا ضجيج | 
أترى " أصيلة " ضمخته بعاطر  | 
 من فرط رقتها المطيبة الحدوج | 
أم أطلقته توددا ، فمضى به  | 
 خطو وفي الدرب ، يزري بالحريج | 
وسخت كما تسخو السحابة أمطرت  | 
 قفرا ، فعاد القفر بالثمر النضيج | 
ذقت التواصل حينما أبصرته  | 
 وكأن " مكناسا " و" فاسا " في الخليج | 
وكأن " طنجة " و " الرياض " تهادتا  | 
 عبق التراحم ، فانحنى لهما الثجيج | 
يا مشمشا يسبي الميمم صوبه  | 
 حجما ، وطعما ، ضُمِّنا أحلى مزيج | 
لو أن كل الفاكهيين اشترو  | 
 ثمراته من كل نَيْءٍ أو نضيج | 
وشروْه فاكتنزوا به  مالا، بلا  | 
 عدٍّ ، وشادوا منه ألاف البروج | 
ما أدركوا طعم التواصل بيننا  | 
 أبناءَ يعرب في وقوف أو دروج | 
ولرُبَّ فاكهة توحد أمةً  | 
 لا فرق فيها بين بيض أو زنوج |