اعتذار وشكوى - لأخي محمد ذيب سليمان



رَفْــرَفْـــتَ دُونَ جَــنَـــاحٍ فِــــــي سَـــمَـــا كَــــــرَمٍ
وَصِـرْتَ سُحْبًـا نَمَـتْ حَتَّـى غَــدَتْ مَـطَـرَا
يَا غَيْثَ صَفْحٍ أَتَى -وَالنَّفْسُ قَاحِلَةٌ-
فَشَقَّ نَهْرًا بِهَا حَتَّى اسْتَوَى ؛ فَجَرَى
وَاخْضَرَّ مِنْ حِلْمِهِ قَلْبِي فَلِنْتُ لَهُ
وَمَسَّ حُجْبًا عَلَتْ عَيْنِي فَصِرْتُ أَرَى
وَرُبَّ قَلْبٍ سَمَا بِالْخَيْرِ يَحْمِلُهُ
يُهْدِيكَ بِرًّا .. وَإِنْ آَذَيْتَهُ صَبَرَا
الْعُذْرَ يَا صَاحِبِي ؛ لَيْلايَ قَدْ بَعُدَتْ
وَآَثَرَتْ أَنْ يَكُونَ العَيْشُ لِي كَدَرَا
يَوْمَانِ مَرَّا بِلَا وَعْدٍ يُجَمِّعُنَا
فَمَا سَمِعْتُ لَهَا صَوْتًا وَلا خَبَرَا
الْعَقْلُ عَاثَتْ بِهِ الأَوْهَامُ ؛ مَا وَجَدَتْ
بَنَاتُ أَفْكَارِهِ زَهْرًا وَلَا ثَمَرَا
وَالشَّوْقُ شَدَّ حِبَالَ الْحُزْنِ حَوْلَ غَدِي
صَارَعْتُ أَنْيَابَهُ ؛ لَكِنَّهُ انْتَصَرَا
وَالْجُرْحُ مِنْ بعْدِهَا امْتَدَّتْ أَصَابِعُهُ
فِي الْقَلْبِ تَكْشِفُ مَا لَيْلُ الْهَوَى سَتَرَا
يَوْمَانِ مَرَّا وَمَا أَلْفَيْتُ مِنْ أَمَلٍ
وَقَدْ تَمَثَّلَ حُلْمُ الأَمْسِ وَانْكَسَرَا
رَاقَبْتَ يَا صَاحِبِي نَزْفِي وَقَافِيَتِي
وَكُنْتُ أَكْتُمُ مِنْ وَجْدِي الذِي ظَهَرَا
لَكِنْ أَيَنْفَعُ سَيْفُ الْحَرْفِ صَاحِبَهُ
أَوْ يَمْنَعُ الشِّعْرُ أَوْ كُتَّابُهُ الْقَدَرَا
الْعُذْرَ يَا صَاحِبِي مَا كُنْتُ أَقْصِدُهَا
لَا تُبْقِ بَعْدَ الذِي .... مِنْ زَلَّتِي أَثَرَا
قَدْ كُنْتُ أُهْذِي ؛ فَمَا قَاسَيْتُ غَيَّبَنِي
وَالْعَقْلُ إِنْ غَابَ لَا تَسْأَلْهُ .. "مَا صَدَرَا؟"
سِـــجَـــالُ شِـــعْـــرٍ فَــــــلَا زَهْوٌ وَلا صَلَفٌ
وَلَيْسَ فِيهِ سِوَى وُدٍّ قَد انْتَشَرَا
أَنْـهَـيْــتَــهُ قَــــــادِرًا ؛ لَا ضَـــعْـــفَ فِــــــي لُـــغَــــةٍ
وَلَا ارْتِبَاكَ فَطِبْ نَفْسًا ؛ فَقَدْ بَهَرَا
هَذِي طِبَاعٌ سَمَتْ ؛ مَا طَالَهَا بَشَرٌ
مَنْ أَنْتَ يَا صَاحِبِي .. إِنْ لَمْ تَكُنْ بَشَرَا؟!
:noc:



وائل القويسني
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي