رحم الله سيدنا الحسين عليه السلام ورحم الله عترته وأصحابه الذين قتلوا معه يوم كربلاء على يد الغدر ..
شعرٌ وعاطفة جميلة سيدي الكريم زكي الياسري ..
حيّاك الله أخي
----------
والحزن على مصاب سيدنا الحسين يوم عاشوراء حزن مشروع ، لما فيه من معنى عزم عصابة الشرّ والغدر بتر العترة الطاهرة وإقصاءها آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .. و لا يفعل ذلك سوى الاشقياء والعياذ بالله .
بيدَ أنّ هذا الحزن يتعدّى المشروعية سيدي الكريم إذا أصبح منادباً وتجمّعاتٍ للّطمُ تمتدّ أياماً وأسابيعا ..
ويتعدّى المشروعية والمصداقية إذا اختُزِلَ الدّينُ في مقتلِ سيّدنا الحسين عليه السّلام على حساب كلّ البطولات والقيم والمآثر التي تركها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الأجلاّء من بعده ..
ويتعدّى منطقه المقبول إذا صار باسم مقتل الشهيد الإمام عليه السّلام يُطعنُ في أمّة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ويُطعنُ في أصحابه رضوان الله عليهم ..
سيّدنا الحسين إمام شهيد ثائر بوجه حقّ ليردّ للأمّة منهاجها الراشد في الخلافة ...
وسيّدنا الحسن أصلح بين المسلمين وتنازلَ عنها- اي الخلافة - قبل ذلك ومات مسموماً عليه السّلام .. قال فيه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : " إن ابني هذا سيّد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين "
وسيّدنا علي كرّم الله وجهه مات بضربة سيف غادرة كما هو معلوم .. فقال إن عشتُ فهو لي - أي أمرُ الحكم في القاتل - أو متّ فضربة بضربة . يريد أن يضربوه ضربة من غير أن يسألوا عن من بعثه ، كلّ ذلك وأداً للفتنة .. رضي الله عنه وارضاه ..
وسيّدنا عثمان ذو النورين رضي الله عنه مات مقتولاً من عصابة جائرة وآثرَ الموتَ وحدهُ وبلا أخذ ثأر من قاتليه كذا أوصى قبل موته ليئد الفتنة رضوان الله عليه ودمه مسفوح على المصحف الشريف .
وسيّدنا عمر بن الخطّاب رضوان الله عليه ماتَ مطعوناً بطعنة مجوسيّ وهو يصلّي في المسجد فداهُ أمّي وأبي صاحبُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الثاني وجارهُ في القبر الشريف ..
و لمّا ماتَ سيّدنا أبوبكر الصّديق رضي الله عنه وأرضاه ، جاء سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه باكيا مسرعا وهو يقول : " اليوم انقطعت خلافة النبوة " حتى وقف على البيت الذي فيه سيّدنا أبوبكر مسجّىً فقال : " رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدّهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهم مناقبا ، وأكثرهم سوابقا ، وأرفعهم درجةً ، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً " .