أيَا صَبْرَا .. أَيَا جُرْحَاً سَرَى .. صَبْرَا

بسم الله الرحمن الرحيم

....

أيَا صَبْرَا .. أَيَا جُرْحَاً سَرَى .. صَبْرَا

...........

بحر الوافر :

مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ** مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن

..........
***
أيَا صَبْرَا .. أَيَا جُرْحَاً سَرَى .. صَبْرَا ** لَكِ الرَّحْمَنُ كُفِّي الدَّمْعَ وَالْعبَرَا

..
هُوَ الثَّالُوثُ لَم تُؤْمَنْ مَخَالِبُهُ ** وَلَم يُؤْمَنْ .. وَلَوْ بِالطُّهْرِ .. قَدْ غُمِرَا
..
عَدَا شَارُونُ وَالْمَارُونُ قَدْ حَشَدَا ** عَدَتْ أَمَلٌ .. فَصَبُّوا الْمَوْتَ مُعْتَمِرَا
..
عَلَى أَشْلَائِنَا لُؤْمَاً هُمُ رَقَصُوا ** أَحَالُوا الْلَيْلَ مِنْ لَهَبٍ غَدَا جَمَرَا
..
دِمَانَا فِي نَوَاحِي الْأَرْضِ شَلّالٌ ** وَشَاتِيلَا كَمَا صَبْرَا غَدَتْ حُمُرَا
..
أَهَذِي الْأَرْضُ مِنْ جُثَثٍ غَدَتْ فُرُشَا ** دِمَانَا بَيْنَ شَطَّيْهَا هَمَتْ غُدُرَا
..
أَهَذِي الْأرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ مَعْذِرَةً ؟ ** أَبِي حَوَلٌ ؟ أقَلْبِي بَاتَ مُنْفَطِرَا ؟
..
أَذَا الثَّالُوثُ جَاسَ الْأَرْض مُنْتَشِيَا ؟ ** أَيَا عَرَبَاً .. أَفِي شُطْآنِكُمْ عَبَرَا ؟
..

أَهَذَا الْقَاتِلُ الْمَأْفُونُ مِنْ دَمِنَا ؟ ** أَذَا السَّفَّاحُ يُدْعَى بيننا بَشرا ؟!
..
هُنَا التَّارِيخُ قُمْ عَرِّجْ نُنَقِّبُهُ ** نُقَلِّبُ فِيهِ أَشْبَاهَاً غَدَوْا صُوَرَا
..
لِمَنْ وَالُوا الْفرنْجَةَ فِي عَدَاوَتِهِمْ ** وَمَنْ مَالُوا عَلَى إِسْلَامِنَا زُمُرَا
..
نُقَلِّبُ فِيهِ عَنْ مَارُونِ مَنْ خَذَلُوا ** وَمَنْ وَالُوا صَلِيبَ الْبَغْيِّ مُنْكَسِرَا
..
وَمَنْ نَذَرُوا طِوَالَ الْعُمْرِ خِدْمَتَهُ ** وَشَدُّوا الْقَوْسَ فِي أَحْشَائِنَا عُصُرَا
..
نُقَلِّبُ فِيهِ عَنْ صَفَوِيِّ مَنْ رَصَدَا ** وَخَانَ الله وَالإسْلام مَا فَتَرَا
..
وَعَنْ جَدَّيْهِ : طُوسِي .علْقَمِي اتَّحَدَا ** وَزِيرَا السّوءِ مَنْ جَابا لَنَا تَتَرَا
..
كَأَنَّ الْأَمْسَ قَدْ عَادَتْ لَوَاعِجُهُ ** وَذَا التَّارِيخ هَذَا الْيَوْمَ قَدْ حَضَرَا
..
كَأَنَّ الْحِقْدَ بَاتَ لَدَيْهُمُ إِرْثَا ** وَكُلٌّ جَاءَ .. شَدُّوا نَحْوَنَا غُررا
..
كَأَنَّ الْأَرْضَ وَالتَّارِيخ مَا حَفلَا ** وَلَا حَفِظَا وَلَا لَفِظَا لَهُمْ قَذَرَا
..
هُمُ الْأَطْهَارُ دُونَ النَّاسِ قَاطِبَةً ** جَرِيرَتُهُمْ .. أَبَاتَتْ بَيْنَنَا قَدَرَا ؟!
..
رَفَعْنَا الْكَفَّ نَحْوَ الرَّبِّ ضَارِعَةً ** أيا رَبَّاهُ صَبْراً منك مُنْتصرا
............

جهاد إبراهيم درويش

لنا ولهم الله أولئك الين حملوا وما يزالون يحملون الوجع وما من منتصر لهم
الا الله "والله كاقي عبده" ولا بد للشمس ان تشرق ويعود الحق الى نصابه
وكم من مذبحة تعرض لها شعبنا في تاريخه الحديث وكم من يد من ايادينا
قد تمرغت بدمائه
باركك الله

نحييك شاعرنا على هذا الإحساس الراقي والتفاعل النبيل وهي تحمل ترجمة لمشاعر كل شريف حي الضمير .. نص راقي المعنى والغاية على بحر الوافر بتفعيلته الكاملة في العروض والضرب على غير المعتمد والمألوف إذ المعتمد أن تكون التفعيلات (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) فتفعيلة العروض والضرب(//0/0) ولكن ذلك من اختيارات وابدعات الشاعر كما سبقه إليها شعراء آخرون وما وقفت عليه هو تغيير حركات بعض المشتقات أو المفردات لتوافق القافيية مثل(

حُمُرَا)(جَمَرَا)( غُدُرَا) فقد حركت السواكن (الميم والدال) ومعرفتي أنها جائزة في بعض الأسماء الجامدة الثلاثية الساكنة الوسط مثل (أفق) (وعصر) ..أحسنت شاعرنا الرقي ودمت راقيا مبدعا

في الوافر التام أبحرت وأبدعت وحلقت في فضاءات الإبداع.

قصيدة حملت كثيرا من الصور المعبرة التي رسمتها بعناية.

أجدت وأحسنت وبارك الله فيك

سؤال واحد هنا عن المعنى (جابا)

وَزِيرَا السّوءِ مَنْ جَابا لَنَا تَتَرَا

تحياتي وتقديري

لنا ولهم الله أولئك الين حملوا وما يزالون يحملون الوجع وما من منتصر لهم
الا الله "والله كاقي عبده" ولا بد للشمس ان تشرق ويعود الحق الى نصابه
وكم من مذبحة تعرض لها شعبنا في تاريخه الحديث وكم من يد من ايادينا
قد تمرغت بدمائه
باركك الله

نعم لنا الله
وحسبنا الله
وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا

بورك عبق مرور ك
وخالص الود لقلبك
والتحايا

بسم الله الرحمن الرحيم

....

أيَا صَبْرَا .. أَيَا جُرْحَاً سَرَى .. صَبْرَا

...........

بحر الوافر :

مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ** مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن

..........
***
أيَا صَبْرَا .. أَيَا جُرْحَاً سَرَى .. صَبْرَا ** لَكِ الرَّحْمَنُ كُفِّي الدَّمْعَ وَالْعبَرَا

..
هُوَ الثَّالُوثُ لَم تُؤْمَنْ مَخَالِبُهُ ** وَلَم يُؤْمَنْ .. وَلَوْ بِالطُّهْرِ .. قَدْ غُمِرَا
..
عَدَا شَارُونُ وَالْمَارُونُ قَدْ حَشَدَا ** عَدَتْ أَمَلٌ .. فَصَبُّوا الْمَوْتَ مُعْتَمِرَا
..
عَلَى أَشْلَائِنَا لُؤْمَاً هُمُ رَقَصُوا ** أَحَالُوا الْلَيْلَ مِنْ لَهَبٍ غَدَا جَمَرَا
..
دِمَانَا فِي نَوَاحِي الْأَرْضِ شَلّالٌ ** وَشَاتِيلَا كَمَا صَبْرَا غَدَتْ حُمُرَا
..
أَهَذِي الْأَرْضُ مِنْ جُثَثٍ غَدَتْ فُرُشَا ** دِمَانَا بَيْنَ شَطَّيْهَا هَمَتْ غُدُرَا
..
أَهَذِي الْأرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ مَعْذِرَةً ؟ ** أَبِي حَوَلٌ ؟ أقَلْبِي بَاتَ مُنْفَطِرَا ؟
..
أَذَا الثَّالُوثُ جَاسَ الْأَرْض مُنْتَشِيَا ؟ ** أَيَا عَرَبَاً .. أَفِي شُطْآنِكُمْ عَبَرَا ؟
..

أَهَذَا الْقَاتِلُ الْمَأْفُونُ مِنْ دَمِنَا ؟ ** أَذَا السَّفَّاحُ يُدْعَى بيننا بَشرا ؟!
..
هُنَا التَّارِيخُ قُمْ عَرِّجْ نُنَقِّبُهُ ** نُقَلِّبُ فِيهِ أَشْبَاهَاً غَدَوْا صُوَرَا
..
لِمَنْ وَالُوا الْفرنْجَةَ فِي عَدَاوَتِهِمْ ** وَمَنْ مَالُوا عَلَى إِسْلَامِنَا زُمُرَا
..
نُقَلِّبُ فِيهِ عَنْ مَارُونِ مَنْ خَذَلُوا ** وَمَنْ وَالُوا صَلِيبَ الْبَغْيِّ مُنْكَسِرَا
..
وَمَنْ نَذَرُوا طِوَالَ الْعُمْرِ خِدْمَتَهُ ** وَشَدُّوا الْقَوْسَ فِي أَحْشَائِنَا عُصُرَا
..
نُقَلِّبُ فِيهِ عَنْ صَفَوِيِّ مَنْ رَصَدَا ** وَخَانَ الله وَالإسْلام مَا فَتَرَا
..
وَعَنْ جَدَّيْهِ : طُوسِي .علْقَمِي اتَّحَدَا ** وَزِيرَا السّوءِ مَنْ جَابا لَنَا تَتَرَا
..
كَأَنَّ الْأَمْسَ قَدْ عَادَتْ لَوَاعِجُهُ ** وَذَا التَّارِيخ هَذَا الْيَوْمَ قَدْ حَضَرَا
..
كَأَنَّ الْحِقْدَ بَاتَ لَدَيْهُمُ إِرْثَا ** وَكُلٌّ جَاءَ .. شَدُّوا نَحْوَنَا غُررا
..
كَأَنَّ الْأَرْضَ وَالتَّارِيخ مَا حَفلَا ** وَلَا حَفِظَا وَلَا لَفِظَا لَهُمْ قَذَرَا
..
هُمُ الْأَطْهَارُ دُونَ النَّاسِ قَاطِبَةً ** جَرِيرَتُهُمْ .. أَبَاتَتْ بَيْنَنَا قَدَرَا ؟!
..
رَفَعْنَا الْكَفَّ نَحْوَ الرَّبِّ ضَارِعَةً ** أيا رَبَّاهُ صَبْراً منك مُنْتصرا
............

جهاد إبراهيم درويش

لله دركم من بناء لوحة شعرية فنية امتازت بالصور الشعرية الفاتنة، إلا أنها جلدت قلوبنا وجعاً ، وأنتم ترسمون حدود الألم على حدود وقلب أمتنا العربية والإسلامية، وقد نزف الألم من كل حرف، بمثابة شاهد على عصر كثرت فيه الابتلاءات والمحن، وانتشرت عوامل الفساد والأوبئة والتي عصرت النفوس قهراً، ولم تجد ملاذاً لها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن هل من متدبر ومتأمّل لمثل هذه الأزمة الطامة في كل أرجاء الأرض، وما أحدثه الظلم من قتل وهدم وتشريد وقتل للأنفس البريئة دون وجه حق وعدل، وأين هذا العدل والأمن النفسي والفكري مع وجود اغتراب فكري وأخلاقي ونفسي، حتى تحوّل هذا للاغتراب المكاني والزماني، فكأن الفرد يعيش في زمن غير زمنه الواقعي، مما يؤدي إلى صدام مع البيئة والمجتمع، وهذا من أخطر ما يؤدي بالفرد للتوجه للانحرافات بكل أنواعها،
وهذا الاغتراب وخاصة الفكري الذي يؤدي إلى الاختلال العاطفي، مما يفرز طاقات سلبية تتقمص كل وسائل الانحراف من خلال شعور الفرد بضعفه وأنه لا يشعر بملكيته الحقيقية الفعلية لطاقاته المسلوبة، في هذا الاغتراب يشعر الفرد بقمة ضعفه لذلك يستند كيانه الوجودي على توفر قوى خارجية لا تنتمي لذاته، تحيله بعيدا عن مقدساته وخلاقة وانتمائه لنفسه ولوطنه ومجتمعه، وبهذا المخور المخطط يفقد الإنسان القيم وقواعد الدفاع والصمود..
من هنا نجد الشاعر باحترافية مطلقة يجدد للصورة الشعرية خلاياها ببناء التراكيب المتقنة والألفاظ البليغة والأوصاف المسبوكة ببراعة ومهارة، في دائرة من الألم والحزن في بوتقة هذه الأمة المكلومة التي زاد فيها عمق الظلم والفساد، والذي نحيله للتربية التي فقدت زمام الخشوع والتوجه لله تعالى..
من مخلفات هذا الاغتراب في كل أنواعه، هو ولادة قيصرية لواقع مأزوم يتخبط في تعذيب الأنسان وهو يزجّ بالظلم زجّاً بكل أشكاله في كل بقاع أمتنا المريضة والتي لم تحد بعد قيادة قادرة على بتر الظلم وتحقيق عدل الله وبناء مجتمعات تدعم الفرد وتعيد له الأمن والأمان بعيداً عن مخططات الغرب في تجويع العرب والمسلمين وتضليلهم وتجهيلهم..حتى يسهل التحكم ببلادنا التي لا حول لها ولا قوة إلا بالله..

الشاعر الكبير الراقي
أ.جهاد إبراهيم درويش
القصيدة ممتلئة بالصور الإبداعية المتقنة، وهي تعزف تراتيل الوجع على نواعه على ما آلت إليه أوضاع أمتنا الموجوعة بتعدد أساليب الظلم والفساد والتي هي نتاج أيدٍ تلطخت بدماء البشر..
لقد أثارت حروفكم ذائقتنا حتى أجهش القلم بالبكاء، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم..وهذا أكثر ما نملك..
بورك بحفكم وقلمكم الثائر وهنيئاً للأدب بمثله..
وفقكم الله ورعاكم ورضي عنكم وأرضاكم
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

بورك قلمك الثائر المنتصر لدم الشهداء لا فض فوك
حلف الأقليات الدموي حاش شرفاءهم وهم كثر لكن الغلبة عليهم اليوم لمجرميهم وهم من يتصرفون
لم يتركوا بلدا هيمنوا عليه إلا وأبادوا وهجروا واغتصبوا ودمروا ولم يراعوا طفلا ولا شابا ولا شيخا ولا امرأة من المسلمين
أكثر من ثلاثين مليون مسلم اليوم في رقبتهم بين شهيد ومعوق ومهجر
من الفلسطينيين المسلمين في لبنان إلى مسلمي العراق إلى مسلمي سوريا إلى مسلمي اليمن وهم يتربصون بالباقين وعلى رأسهم أهلنا في الخليج العربي

ملاحظة جابا يمكن استبدالها بجلبا

تقديري الكبير

نحييك شاعرنا على هذا الإحساس الراقي والتفاعل النبيل وهي تحمل ترجمة لمشاعر كل شريف حي الضمير .. نص راقي المعنى والغاية على بحر الوافر بتفعيلته الكاملة في العروض والضرب على غير المعتمد والمألوف إذ المعتمد أن تكون التفعيلات (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) فتفعيلة العروض والضرب(//0/0) ولكن ذلك من اختيارات وابدعات الشاعر كما سبقه إليها شعراء آخرون وما وقفت عليه هو تغيير حركات بعض المشتقات أو المفردات لتوافق القافيية مثل(

حُمُرَا)(جَمَرَا)( غُدُرَا) فقد حركت السواكن (الميم والدال) ومعرفتي أنها جائزة في بعض الأسماء الجامدة الثلاثية الساكنة الوسط مثل (أفق) (وعصر) ..أحسنت شاعرنا الرقي ودمت راقيا مبدعا

كله بتوفيق الله تعالى أستاذنا الكريم
ثم بدعمكم وتوجيهكم ..
أدامكم الله تعالى وحفظكم من كل سوء
أشكر لكم كلماتكم العبقة التي تكرمتم بها

دمتم ودام صفاء قلبكم

الله المستعان أيها الحبيب، وقد ضاقت الحال تبشر بفرج قريب كبير بإذن الله!
قصيدة جميلة تعكس روحا حرة ونفسا أبية، فيها الكثير من الجمال في الحس والجرس ولكن ثمة بعض شوائب تجتاج تنقيحا.
دمت بخير وألق!

تقديري

وصفت فأحسنت وأشعرت فأبدعت صورا أدبية متقنة وشعرية مؤلمة
بديع حرفك ومتألق شعرك بما حمل من صور حارقة
وما حملت هذه القصيدة من إحساس نبيل أوجع القلوب ألما وحزنا وأرهقها قهرا
وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بوركت وروحك الأبية الثائرة.