سلام الله عليكم والرحمة من قلمٍ احترف المكوث هنا عند ذي الضفاف
أما بعد فإني ما زلت أغدو وأروح بين أفياء هذا الفكر كفراشة تائهة تجذبها كل الألوان فتأخذ بتلابيبها الحيرة, لا تدري من أيٍ تستمد رحيقها. لا أدري في هذا المقال المختصر وجدتُ بعد إعادة قراءته موجةً من غبار المشهد الحالي تصفع وجهي وتبعثر حروف القلم.
في زمن طغت فيه السيادة المادية على الروحانية والخلقية فصار الفكر المادي يضعنا في شرنقة -من صنع أيدينا - ننظر من داخلها لوجه الأرض بعد انكشاف الضباب - أو الشبورة- لنجد عيوبًا تقدر بأعدادٍ تفوق أعداد الرمال التي تنوح من شدة عطشها.
كل شئ من حولي يتصدع .. الأرض والقيم والروح والجسد, وصرت أهيم على وجهي في دنيا الضلال أنفخ في جرحي ثم أصرخ من شدة الألم, فالنفخة نفخة في رماد والصرخة صرخة في واد ... لكن الرماد أمام عيني غول؛ لا تخيفه النفخات, والوادي بلغ اتساعه حجم جسد الضياع ... فلا يسمعني أحد ولا أسمع حتى نفسي.
مساحة تنفسي بلغ معدلها المليون تحت الصفر, وكل شئ من حولي يئن, الفقراء المعدمين صنع كانزي المال, والضعفاء دمية الطواغيت ,,,وووو...بما لا أستطيع حصره لاجتياح جيش الغصة.
تعبت أذناي.. أحترف تارة تمطيطها لمسافة تسع جموح الأنين وتارة أبدع في تناسلها لتتمخض عن ملايين من الآذان! لكن حمضها النووي يرهق تلاعبي ويفاجأني في كل مرة بفشلي فأئن.
رأسي المترهل بين كفيَّ يأبى النهوض وجميع الحبوب المسكنة صارت تحتاج مسكنًا عاجلًا لصداع مزمن لحق بها مؤخرًا جراء ما تسمعه داخل تلافيف هذا المرهق.
هل نسيج الأرض يتفتت أم أنني أقبض على الفجر في عمق الفوضى والعبث والتأله السائد طواغيت هذا الزمن..؟؟
لست أدري
أهي النهاية؟؟؟
أم أنني أهذي ؟, وهذياني طبعًا ليس معنيًا بما يقول... !!
أم أنني أدعي المثالية كمن ادعى ؟؟
أم أتقن فن التمثيل والنفاق لجلب مساحات التطهر الى بابي؟؟
أم أعزف نشاذًا للمبدأ في دنيا العبث؟؟
أم أنني مرهقة ومتعبة ؟؟
لست أدري
لست أدري
!