اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إدريس قندوز الشعشوعي مشاهدة المشاركة
والحزن على مصاب سيدنا الحسين يوم عاشوراء حزن مشروع ، لما فيه من معنى عزم عصابة الشرّ والغدر بتر العترة الطاهرة وإقصاءها آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .. و لا يفعل ذلك سوى الاشقياء والعياذ بالله .
بيدَ أنّ هذا الحزن يتعدّى المشروعية سيدي الكريم إذا أصبح منادباً وتجمّعاتٍ للّطمُ تمتدّ أياماً وأسابيعا ..
ويتعدّى المشروعية والمصداقية إذا اختُزِلَ الدّينُ في مقتلِ سيّدنا الحسين عليه السّلام على حساب كلّ البطولات والقيم والمآثر التي تركها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الأجلاّء من بعده ..
"
.
[/color]
لماذا البكاء على الحسين
***

- أحببت ان أدلي برأيي في الموضوع برأيي الخاص حسب رؤيتي وتفكيري ..
- وسأبدأ من الآتي :
- حين ربط أبو لبابة الصحابي المشهور نفسه في سارية المسجد .. متى يا تراه حل نفسه ؟؟
- حله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أنزل الله تعالى توبته على رسوله ..
يقال بأنه كانت تأتيه أمرأته اوقات الصلاة فتحله ويؤدي الصلاة وتربطه مرة أخرى !!
- فالسؤال الآن : هل هذا الربط من ابي لبابة يعتبر اختزال للدين كله في ذنبه وتوبته ؟؟
- الجواب : لا .. والدليل ا ن ابا لبابة لم يترك الصلاة وهي من الدين .. فأبو لبابة لم يختزل الدين كله في ذنبه وتوبته !!
• وحين بكى آدم عليه السلام على ذنبه .. فهل يا تراه أختزل كل تكاليف ربه في بكائه وتوبته .. أم أنه كان يقوم بتكاليف ربه ,, ويبكي ايضا ؟؟
• أكيد بأنه كان يقوم بفروض ربه إلى جنب بكائه !!
• وحين بكى نبي الله يعقوب ابنه الحبيب يوسف .. فهل يا تراه اختزل كل ما عليه القيام به في بكائه ؟؟
• أكيد لا .. بل كان عليه السلام يقوم بما عليه القيام به إلى جانب البكاء !!
- وهكذا فالشواهد والأمثلة المشابهة بلا حد ولا حصر !!
- فلم حين يبكي الباكون – شيعة وسنة – على الحسين – قصرت المدة أم طالت – يعتبر ذلك اختزالا للدين وللنبي وللصحابة في شخص الحسين ؟؟
- يعني الباكون لا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون ولا ولا ولا ... ؟؟ أم انهم يقومون بكل فروضهم إلى جانب بكائهم ؟؟!!
- كيف يكون البكاء اختزالا للدين وهو يقومون بفرائض الدين ؟؟!!
- إذن فكون بكاء الباكين على الحسين اختزالا للدين مجرد دعوى لا تثبت أمام البينات والشواهد الواضحات !!
• والآن : لم الحسين بالخصوص دون من قتل قبله او بعده وهم كثر ؟؟
• الجواب : حين يكون لي ابنان – مثلا – أحدهما مات حتف أنفه .. والآخر مات بضربة ظالمة مني على رأسه .. فياترى أيهما سأبكي اكثر ؟؟
• بالتأكيد سأبكي من تسببت في موته أكثر من الآخر .. حتى وإن كان من مات حتف أنفه أغلى وأحب إلى قلبي ممن تسببت في موته .. لأن تانيب الضمير في هذا سيشعل النيران أكثر في حشاي ..
• فهل حينما ابكي من تسببت في قتله اكثر من الآخر .. هل يعني هذا اني أفضله على ولدي الآخر والذي ربما يكون احب إلى قلبي ممن ابكيه اكثر ؟؟
• هل إذا بكينا الحسين اكثر نكون نحبه اكثر من النبي أو علي أو الزهراء أو أو أو ؟؟
• قطعا لا .. خاصة والباكون يصرحون بأن النبي وعلي أفضل من الحسين !!
• هم يبكون النبي وعلي والزهراء وكل من مات على الإسلام .. لكنهم يبكون الحسين أكثر لأسباب خارجة عن التفضيل .. أسباب أخرى سنلمح إلى بعضها لاحقا !!
- والآن : لم كل هذا الوقت في البكاء على الحسين ؟؟
- الجواب : البكاء على ذنب لا يفتر إلا بعد حصول التوبة ..
- كما اسلفنا في أبي لبابة .. لم يحل قيده إلا بعد نزول التوبة عليه .. وكذا أبونا آدم لم يفتر عن البكاء إلا بعد أن تاب الله عليه .. ونبي الله يعقوب لم يفتر عن البكاء إلا بعد أن انقطع سبب بكائه بعودة ابنه الحبيب إليه .. وهكذا لا ينقطع البكاء إلا حين ينقطع سببه !!
- فالباكون على الحسين لم يقطعوا بكاءهم على الحسين لأنه لم ينقطع سبب بكائهم عليه !!
- من قتل له قريب أو حبيب ظلما .. فمتى تهدأ نيران قلبه ؟؟
- بعد أن يثأر لحبيبه !!
- الزير سالم متى هدات حرارة نار اخيه كليب ؟؟ أليس بعد أن أخذ بثأره ؟؟!!
- ومعاوية متى أوقف الحرب وقبل بالصلح بعد مقتل قريبه الخليفة الثالث رضي الله عنه ؟؟
- وكل قتيل ظلما .. تبقى في الصدور نار قتله متأججه إلى أن يؤخذ بثأره !!
- فكيف يقطع الباكون على الحسين بكاؤهم ولم يثأر له بعد ؟؟!!
• والآن : لم البكاء على الحسين بالأصل ممن لم يعيشوا عصره ويحضروا مقتله ؟؟
• لم يبكي الحسين أناس دون آخرين ؟؟
• الجواب : من تسبب في قتل الحسين فريقان : فريق تسبب في قتله وهو يعرف فضله ويقر بإمامته ويعترف بجاهه عند الله تعالى ..
• وفريق : تسبب في قتل الحسين وهم لا يرون له – في قرارة انفسهم – شانا ولا فضلا ولا ميزة !!
• فمن تسبب في قتل الحسين من الفريق الاول يبكونه ندما وتوبة ولن يفتر بكاؤهم إلا بعد أن يؤخذ بثأره .. حينها ستقبل توبتهم وينقطع سبب بكائهم .. وتتحول أحزانهم افراحا !!
• هذا حال من حضر الحسين من الفريق الأول .. وأورثوا أبناءهم ذلك البكاء فتشرب الابناء بكاء آبائهم وعويلهم !!
• أما الفريق الثاني ممن لا يرى للحسين فضلا .. فإنهم وإن بكوه فإنما يبكونه لمجرد بشاعة الجريمة التي يمكن أن يبكي لها حتى الحجر والمدر .. يبكون مجرد عاطفة غرسها الله تعالى في نفوس البشر .. فهم لا يعتبرون أنفسهم مقصرين في نصرة الحسين .. وربما زاد البعض وخطأ الحسين .. فمن يرى هذا الرأي كيف عساه سيبكي الحسين ويندبه ؟؟!!
- فبكاء الفريق الأول على الحسين اكثر من النبي وعلي وفاطمة وعثمان وحمزة و و و .. لا لأنهم يرونه افضل من هؤلاء .. بل لأن قتلته ابشع .. ولأنهم تسببوا في قتله دون قتل أو موت أولئك !!
- لم أطيل البكاء على النبي أفضل الخلق وأنا لم أتسبب في موته .. ومات على فراشه .. لم يحز له رأس .. ولم ترض له أضلاع .. ولم تسب له نساء ؟؟ بل غسل وشيع وصلي عليه بكل تجلة وإكرام ؟؟!!
- وهذا مشابه تماما لما فعله عكرمة بن أبي جهل حينما اسلم .. فإنه طلب من النبي أن يقذف به في وجه أعداء الإسلام ولا يبقيه جواره .. وذلك تكفيرا له عن الحروب التي واجه فيها الإسلام ..
- فحرص مثل عكرمة على الجهاد أكبر من الشخص الذي لم يحارب الإسلام ولم يرفع سيفا بوجهه !!
- وحرص عكرمة على الجهاد .. كحرص من تسبب في قتل الحسين ممن يعرف فضله ويقر بإمامته على بكائه وندبه !!