- إلى خالة أطيب من التين و أضيأ من الزيتون -
الغصن الذي كان يعود إلى خالته - مبروكة - كل ظهيرة، ببضع ليمونات خضر، وبرتقالتين فاقع طعمهما، ونفحة نعناع، وقارورة صبر، من بستان نذر بنيه لله والطير، هامسا : خالتي الربيع يقرئك الخيرات، وأرسل لك من الله حزمة من البركة ...
أصبح الآن خروعا تافها، ذكره يَمْضغ الذاكرة ، ويداه لا تقدم سوى الحشرات .
أيها الغافلون عن وجهي الجديد
فتنسجون ملامحي القديمة للورد، والعصافير، وبراعم التين
بأن وجهي موسما للهدوء
ونزهة للقمر
وعطلة للدفء
حاولوا أن تثقبوا الليل
فما عادت أصابعي تشبه كيزان الذرة
ولا فمي نابت بالفاكهة
و جبهتي ما عادت مثل الصهيل الأغر
وعيناي يتوسط في كليهما ذئب جميل
وفي لساني يجلس أخرس كذاب
فاحملوا وجهي القديم إلى المدفئة
واريحوه من صقيع الفضيحة
فكم هو جبل أن لا يعرف وجهك سوى الليل، والفريسين، والمقيمين تحت التراب.
رجاء، أريحوني من أنبياء وجهي القديم
فوجهي الآن يشبه وعكة جاهلية
أو مدينة تتحرش بالملائكة
وجهي الآن صار ملعبا للتيه
ورقعة تتقدس فيها الرياح
فتصفحوني جيدا
كيلا تحصد قلوبكم خبية ٌ شاهقة
و وجوهكم تعانق الرماد
:
:



رد مع اقتباس



