اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب احمد الغول مشاهدة المشاركة
وإذا أردنا أن نخلط الأوراق لنجعل الإيقاع كلمة تساير النثر والشعر معاً , فيعني هذا أن كل ما نقرأه أو نكتبه هو شعر إيقاعي , وهذا مرفوض بالمنطق العلمي الصريح .
***
ومن هنا يمكن القول بأن مفهوم الإيقاع قد دخلت فيه مفاهيم خاطئة قد يكون القصد منها تداخل وتمازج الفنون الأدبية في مسيرتها دون تمييز بين النثر والشعر لكي يصل هؤلاء إلى بعض ما نادى به الغربيون حول قصيدة النثر بإيقاعاتهم التي تخصهم , وبتعريفهم الذي يخصهم ..
هنا تكمن المشكلة الحقيقية، فقد استحوذ علينا الانبهار بكل ما هو مستورد من هناك حتى أستوردنا جنونهم ومجونهم وما لا يتفق بحال مع لغتنا وحسنا والذائقة التي فطرنا عليها ، ولوثنا آدابنا بتهاويمهم وإبداعاتنا بنزوات أقلامهم وألوانهم وشائه فنونهم، وانسقنا وراء سعي متعمد لخلق ذلك التمازج والتداخل بين الفنون الأدبية ، وتضييع الفوارق بين الشعر والنثر لغايات تبدأ في اشد حالاتها براءة عند طموح من لم يهبه الله ملكة قول الشعر للقب شاعر بنثر ما يلصقونه بهتانا بالشعر بتسميته بقصيدة النثر، وتصل لما هو أشد وأعتى من تشويه متعمد للذائقة وتمويه مقصود لملامح الشعر ومقوماته في استهداف واضح لقرآننا يعرف كل منصف ما يراد فيه ومنه.

وأراني سأكتفي هنا باقتباس الجزء التالي من نصكم الكريم
ولينف بعده من شاء ما يميز الشعر من إيقاع لا يكون في الكلم إلا فيه
وليزعم من شاء أن ما ليس فيه ذلك الإيقاع يمكن أن يسمى شعرا مهما ادعوا له وألبسوه من مزعوم الوصف الملحق زيفا بالايقاع
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب احمد الغول مشاهدة المشاركة
أمْا عن وظيفة الإيقاع فيقول الدكتور عبدالرضا علي:((( والإيقاع عنصر أساس في الفنون كافة وعلى أنحاء مختلفة، لكنه في الشعر يأخذ شكلاً منظماً ومهندساً استناداً إلى معايير علم العروض وقوانينه فيما أصطُلح عليه بـ(الوزن الشعري))))
وهذا النوع من الإيقاع لا يوجد في النثر بشكل عام .

ويقول الخوارزمي :
الإيقاع هو النقلة على النغم في أزمنة محددة المقادير .
وأيضاً هذا الإيقاع لا يوجد في النثر .

ويقول محمود شاكر :
الإيقاع : لفظ موضوع للدلالة على كل كلام شريف المعنى نبيل المبنى محكم اللفظ يضبطه إيقاع متناسب الأجزاء وينظمه نغم ظاهر للسمع مفرط الإحكام والدقة في تنزيل الألفاظ وجرس حروفها في مواضعها منه , لينبعث عن جميعها لحن تتجاوب أصداؤه من ظاهر لفظه ومن باطن معانيه وهذا اللحن المتكامل هو الذي نسميه القصيدة ))
وهذا القول لا ينطبق على النثر بأي حال .

ويقول العياشي :
((إذا بطل النظام بطل الإيقاع ))
وهذا لا يوجد في النثر عامة .

ويضيف الدكتور شوقي ضيف قائلاً :(((((والموسيقى ــ الإيقاعية ــ هي التي تحرّك المتلقي وتجعله ينفعل وتثير فيه إحساساً وجدانياً غريباً تجعله يشعر بما يسمع من أبيات شعرية متناسقة ذات تناغم يقرب من الغناء،
***
ومعنى هذا أنّ هناك علاقة تاريخية وقديمة بين الشعر والغناء والرقص من خلال ما يحدثه إيقاع الشعر من أنغام،))))
وهذا كله لا يوجد في النثر بشكل عام .

وقد عبَّر حسان بن ثابت عن هذه العلاقة بين الشعر والغناء إذ قال:
(((( تغنَّ بالشعر إمّا كنت قائله
إنّ الغناء لهذا الشعر مضمارٌ ))))
شكرا لقيّم جهودك ايها العروضي الكبير

دمت بألق