للكاتب: سامح أبو هنودة
الشهيد "ناجي العلي .. حنظلة ما زال يحمل صوتك وصمتك "

..لكن رصاصة واحدة من مسدس كاتم للصوت استقرت في رأسه مساء الثاني و العشرين من تموز و دخل ناجي العلي غيبوبة انتهت بموته في التاسع و العشرين من آب 1987.
كان صوت الفقراء الذين لم يتمكنوا من المشاركة في تشييع جثمانه في لندن لأنهم لا يملكون ثمن تذكرة الطائرة ... ولم يتمكن فقيراً واحداً من حمل نعش من مثّل الفقراء وكان صوتهم وعبّر عن أي الأغلبية الصامتة بالصورة واللوحة بقلمه الذي أزعج الكثيرين وكان ندّا بل اكثر لمسدساتهم وبنادقهم التي حالوا ان يكتموا بها أصوات فقراء الوطن العربي فكان صوت قلمه أعلى من كل الأصوات ...
فنان كـ ناجي العلي من المستحيل ان تنهي وجوده رصاصة عابرة من كاتم صوتٍ تتسكع على أرصفةشوارع لندن ،كمومس تنتظر من يصطحبها ويدفع لها أي مبلغ مقابل أن تبات ليلتها في الدفء .. فالبندقية المأجورة ماتت والمسدس الكاتم المأجور انتهى النهاية المحتومة .. وبقي "ناجي" خالدا في حنظلة وبقيت مبادئه حيّة فينا ..
فنان مبدع وعبقري كـ ناجي العلي باقٍ بقاء حنظلة وبقاء فلسطين فوجهَهُ ومبادئهُ ما زالت شاخصةً في رسوماته واقفةً ساخرة ممن أرادوا تغييبه ظانين بموته ينتهي فنّه وقد فاتهم بأن إنسان له رؤيته الخاصة وعبقريته التي حاكى بها الوجدان وعبّر من خلالها عن الهم ولامس بها هموم وآلام وأحلام وتطلعات المواطن العربي من المحيط إلى الخليج من الصعب بل من المستحيل ان يمضي هكذا عندما يشاء أحد الأشخاص المارقين المقتاتين على موائد البترودولار ..من منكم لا يعرف حنظلة ..من منكم لم يعرف أو يسمع بإسم "ناجي العلي" .. إذن هو الخالد وهم إلى مزابل النسيان ..
رحم الله ناجي العلي وأسكنه فسيح جناته وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا .. اللهم آمين اللهم آمين