| 
 | 
أُخْتِي تَئِنُّ وَمَا أَنَا بِمُجِيِــبِ  | 
 ثَوْبُ الشَّهَامَةِ  قَدْ فَنَى بِنَحِيِبِي | 
والدَّمْعُ يَهْزَأُ بِالْخُدُوُدِ مُعَاتِبًا:  | 
 أوَ مَا سَئِمْـتِ أَيَا خُدُوُدُ لَهِيِبِي | 
أَنَا حُرَّةٌ، أَنَا لُطْفُ هَذَا الْكَوْنِ، كَيْـ  | 
 ـفَ تَغِيِبُ شَمْسِي فِي ظَلامِ غُرُوُبِي | 
أَنَا آيَة ٌ لِلنّاسِ تَحْتَ جَوَانِحِي  | 
 شَهْدُ الْجَمَالِ يَسَيِلُ بَيْنَ رَضِيِبِي | 
كَمْ مِنْ لَيَالٍ قَدْ سَرَى طِيِبُ الْمَسَا  | 
 لِتُبَادلَ الأطْيَابُ مِنْهُ طُيُوُبِـي | 
أَنَا فِي صُحُوُنِ الْهَمِّ مِلْعَقَة ٌ يَدُوُ  | 
 رُ الْبُؤْسُ فِيْهَا بِالْهَوَى الْمَغْلُوُب | 
أَغْلالُ قَيْدٍ فَوْقَ أَحْشَائِي تُذِيِـ  | 
 ـبُ أُنُوُثَة َ الأْحْلامِ فِيْ تَغْرِيْبِي | 
لَعَقَ الْحَدِيِدُ مَعَاصِمَي، وَالْقِرْطُ فِي  | 
 أُذَنَيَّ دَلـَّـى حُزْنـَهُ بِوَجِيِبِـي | 
فَأَسَاوِرِي بِسَوَاعِدِي مَكْبُوُبَة ٌ  | 
 فَوْقَ الأَصَابِعِ كَالْمِيَاهِ بِكُوُب | 
سَالَتْ عَلَى جَسَدِ الْهُزَالِ كَئِيبَةٌ  | 
 جَابَ الْبُكَاءُ نَعِيِمَهَا المنكوب | 
شَفَة ُ اللَّيَالِي الْحَالِمَاتِ تَيَبَّسَتْ  | 
 وَنُوَارُ عُمْرِي ذَابِلٌ بخطوبي | 
تَغْفُوُ عُيُوُنِي فَوْقَ كَتْفِ بَرَاءَتِي  | 
 تَرْنُوُ لِعَيْنِ الظُّلْمِ فِيْ تَأْنِيِب | 
شَابَتْ عَصَافِيِرُ الأَمَانِي بِي وَشَا  | 
 خَتْ بَهْجَةٌ رَبَّيْتُهَا لِحَبِيِبِـي | 
ظُلُمَاتُ قَلْبِي قَعْرُ مِكْحَلَةٍ وَمِـرْ  | 
 وَدُهَا يَـقـُدُّ الْجِسْمَ بَالتَّرْتِيِب | 
لَمَّا اسْتَوَى هَمَّي بِعَرْشِ تَفَاؤلِي  | 
 قُلْتُ الإِلَهُ مُخَلِّصِي وَحَسِيِبِي | 
فَجَأَرْتُ فِي صَعَدَاتِ رُوُحِي تَحْتَ غَمْ  | 
 ـمٍ لَمْ أَسُقْ رِيِحَ الشَّقا لِنَصِيِبِي | 
للِنَّازِفِيِنَ الدَّمْعَ فَوْقَ نُحُوُرِهِمْ  | 
 وَالنَّاثِرِيِنَ الشِّعْرَ دُوُنَ مُجِيِب | 
وَالْمُلْتَقِيِِنَ مَحَافِلاً دُوُنَ الْتِقَا  | 
 ءٍ لِلْمَشَاعِرِ أَوْ وُدَادِ قُلُوُب | 
الصَّمْتُ أَلْيَقُ مَشْهَدًا وَمُمَثـِّلاً  | 
 خَالٍ مِنَ التَّزْيِيِفِ وَالتَّكْذِيِب | 
أُخْتِي تَئِنُّ وَمَا تَرَانِيَ مُنْجِدًا:  | 
 أَوَ أنْتَ  مُرْتاحٌ إِلَى تَعْذِيِبِي؟ | 
أَنَا أَوَّلُ الشُّعَرَاءِ يَا أُخْتَاهُ غَضْـ  | 
 ـبَانٌ عَلَى الشُّعَرَاءِ فِي الْمَطْلُوُب | 
أَنَا لَوْ رَئِيِسٌ يَا أُخَيَّةُ مَا هَنَا  | 
 بَالـي بَيَوْمٍ قَبْلَ حَيْنِ مَغِيِب | 
إِلا وَأَنْتِ عَلَى غَضَارَةِ وُدِّنَا  | 
 تَتَبَخْتَرِيِنَ بِمُلْكِنَا الْمَخْضُوُب | 
بِدِمَاءِ رَحْمٍ لا تَمَلُّ جُذُوُرُهَا  | 
 مِنْ نَهْلِ حُبٍّ صَادِقٍ وَقَرِيِبِ | 
وَوَهَبْتُ كُلَّ كَتَائِبِي مُتَقَدِّمًا  | 
 وَكَسَرْتُ قَيْدَ الْمُعْتَدِي بِحُرُوُبِي | 
نَحْوَ الإِسَارِ فَتَقْتُ زَيْفَ مَوَانِعِي  | 
 وَطَوَيْتُ فأس الْمُعْتَدِي بنيوبي | 
وَتَرَكْتُ بَرْدَ ثُغُوُرِهَا لِثُغُوُرِ مَنْ  | 
 حَمِيَتْ وَمَا وَجَدَتْ غِيَاثَ طَبِيِب | 
بَعُدَتْ مُلُوُكٌ فِي ظِلالِ عُرُوُشِهَا  | 
 ظِلٌّ تَرَهَّلَ فِي غُيُوُمِ شُحُوُب | 
لَمْ يَنْتَصِبْ مَلِكٌ لِغَيْرِ خَرِيْدَةٍ  | 
 شَمَرَتْ لِضِيِقٍ دُوُنَ وُسْعِ جيوب | 
عُهْرُ الْعُرُوُشِ تَسَاقَطَتْ أَثْوَابُهُ  | 
 فَوْقَ الشَّجَاعَةِ وَالْحَيَا الْمَسْلُوُب | 
ذَنْبِي أُحِبُّكِ يَا بِلادِي لَسْتُ مَنْ  | 
 بَاعَ الْبِلادَ بِدَفْتَرٍ مَنْهُوُب | 
هُوَ مِنْ حُطَامِ طفولةٍ لَمْ يَمْتَلِئْ  | 
 إلا بَدَمْعٍ مُحْدِقٍ وَكَئِيِب | 
ذَنْبِي أُحِبُّكِ أَنْتِ مَنْ أَسْقَيْتِنِي  | 
 هَذَا الْْوُدَادَ بِلَفْحِهِ الْمَشْبُوُب | 
سَأَعِيِشُ بِالأَنَّاتِ مَا وَطَنِي جَثَا  | 
 بَيْنَ الْقُيُوُدِ مُخَضَّبٌ بِذُنُوُبِي |