العنوان
جسد على حافة الضباب
النص
أنهكنـي الوقوف في الزوايا ٬ و بجانب الأعمدة ٬ وحدهُ الرصيف يُلامس وَجعي ..أ نتظرك .. أترقب ظﹻلك ..تُساومني العيون تنتهك حُـرمتي ....
مُثقلــةﹲ بتعب السنين ٬ علقـت أحلامي على شفتيك ٬ تمـدد ظـلك فوقي ٬ اغتال أزرار القميص ٬ إِتَّقـدَ الشغـف المشنوق٬ من تحت الرماد ٬
خرج الجسد الجائع ليعلن عصيانه٬ احتضن أَنفاسـكَ الـلاهثة ٬ اضمحل بين أطرافـك المحمومة
أ كـان يجب أن نلتقي ؟ أ كـان يجب أن أَتهـاوى بين يديك ؟؟..
الصُفرة على وجهـي تَزف الفـزع ٬ تَقطع الشك باليقين ٬ تميد الأرض تحتي طعم الخـذلان حامض في جوفي ٬ الفستان الأ بيض غدا سرابًا
أﹶحتاجكﹶ كثيرًا ... أين أنتَ الان ؟
من يدري ؟؟! !
الألسن الطويلة لاكت عظامي ٬ العيون الفضولية مزقت ذاتي
دعوات أمي بالستر ٬ صوتها المبحوح ٬ عيونها المتورمة من البكاء ٬
أريد الركض ... الفرار من جسدي ... الظنون أحالتنـي رمادًا
من باب الى باب ٬ على العتبات الباردة ٬ أصهر ساعات الأسى٬أتأمل العابرين
عيوني المتعبة بحثت عنك في كل مكان... عبثا انتظرك
قُضي الامر٬ فوضت أمري الى علبة أقراص ( ... ) ٬ بعد منتصـف الليـل أخذت أربع حبات ٬ دفنـت رأسي تحت الوسادة .
٬ تسرب الفزع الى أوصالي ٬ ارتجفتْ أطرافي ٬ اشتد الوجع ٬ خفق قلبي ٬ استفرغت بقايا الطعام في جوفي ٬ ألم شديد في رحمي
مع خيوط الفجر ٬ قطرات دم تزف الخلاص ...يرحل المخلوق الذي شاركني جسدي لأشهر معدودات ....
يخاطبني سرًا يهمس لي " وداعًا أمي "
يشمئز بعضي من بعضي
أغمضت عيناي ٬ حاصرني الماضي القريب الدار الكبيرة ... السطوح ... ...... جلباب أبي والعمامة .. الحناء في يدي ... رائحة الشاي بالنعناع الاخضر و الشيبة...
الأبسطة اليدوية الصنع ...أيام العيد.. حضن أمي الدافئ٬
شفاهنا المضمومة ... تشابك أصابعنا...عطرك الرابض في أنفاسي ..صرير السرير... هدير الرعد داخلي ... وجعي المكتوم ...
فاضت دموعي
مارس 2014