| 
 | 
أيُّـهـذا الـمـعـذب الـمـفـؤودُ  | 
 مـا لعينيـك بالـدمـوع تـجـودُ؟ | 
ليـس للشاعـر الجريـح  مــلاذٌ  | 
 من صروف الزمـان إلا  القصيـدُ! | 
فهو سيفي إن ثلّـم الدهـر سيفـي  | 
 و هو زندي الواري ، و خلي الودودُ | 
هيه يا قلـب ! أنـت مهـدٌ و لحـدٌ  | 
 تـولـد الأمنـيـات ثــم تبـيـدُ | 
نحن فـي قلـب دهرنـا أمنيـاتٌ !  | 
 لـيـس مـنـا إلا ولـيـد فقـيـدُ | 
أيهـا الشاربـون خمـر الأمـانـي  | 
 ذاك كــأسٌ مـزاجـه التنـكـيـدُ | 
قد خلقنا للموت ! فالكل يسعى  | 
 نحوه  تـتـبـع الـوفــودَ  الـوفــودُ | 
كلَّ وقتٍ للموت فـي الخلـق  حكـمٌ  | 
 الملـوك استـوت بـه و  العبـيـدُ | 
و الأريب الأريب من يشتري  الأخــ  | 
 ـرى بدنيـا عمـا قريـبٍ تبـيـدُ | 
ارث ! هل يسمع الرثـاء الفقيـدُ  ؟  | 
 و ابك ! هـل بالبكـا تـراه يعـودُ؟ | 
خبـرٌ جـاءنـي فـهـز  كيـانـي  | 
 و لـه فـي الفـؤاد وقـعٌ شـديـدُ | 
فكأني قد صـخ سمعـي صـورُ الــ  | 
 ـحشر هولاً ، و الأرض تحتي  تميدُ | 
أيمـوت الـذي بـذكـراه  يحـيـا  | 
 كـل قلـب سبيـلـه التوحـيـدُ  ؟ | 
عـاش لله مــا تـزلّـف للـطـا  | 
 غين يومـاً و مـات و هـو حميـدُ | 
كان سيفاً لم يعـرف الغمـد  يومـاً  | 
 ها هو اليوم فـي الثـرى  مغمـودُ! | 
يا غزاليّ لـم تمـت ، أنـت  حـيٌّ  | 
 كـل حـرف ممـا كتبـت شهـيـدُ | 
يـا أليـف الحجـا ، و ربَّ معـانٍ  | 
 سائـرات نبـدي بـهـا و نعـيـدُ | 
ليت رمساً حواك قلبي فيثوي  | 
 فيه علمٌ و حكمةٌ و صمودُ | 
خالـد أنـت يـا غـزالـيُّ فيـنـا  | 
 و بتقوى البـاري يكـون  الخلـودُ | 
قــدّر الله ... لا حـيـاة لخـلـقٍ  | 
 إنمـا الـحـيُّ ربـنـا  المعـبـودُ | 
إنمـا المـوت أن تعيـش  ذلـيـلاً  | 
 فـي زمـان تسـود فيـه  القـرودُ |