فَـرَمَــان
برنامج عملِه اليوميّ لم يتغيّر مُذْ دخل القصر رئيساً للجمهورية قبل ستّين عاماً.
روتين مُمِضٌّ شعَرَ معه صاحب الفخامة باليأس والإحباط فقرّر الخروج من الطّوق الخانق وتسليم السّلطة طوعياً وبنفس مطمئنّة إلى أحد أفراد الشعب شرط أن يكون متّصفاً بروح الشباب والخلق والإبداع والذكاء الّلماح، لذا فقد اهتدى إلى طريقة مبتكرة في نقل السّلطة لم تعهدها الديموقراطيات البشرية ولا الأنظمة العالمية قبْـلَه:
ملأ الشاشة الفِضيّة بِطَلّتهِ السّنيّة وقال في خطبته العصماء:
شكراً شعبي.. إنّ رئيسكم الجديد هو مَنْ سيطرح عليّ سؤالاً ذكياً جدّاً مُفْحِماً لا أستطيع أمامه إلاّ الوجوم والإندهاش. ولسوف تُشكَّلُ لجنة مختصّة من المفكرين العباقرة لاختيار السؤال الأبلغ.
شُكِّلت اللجنة وأدلى الشعب بقضّه وقضيضه بملايين الأسئلة، وانبرى أعضاء اللجنة ليل نهار يفرزون النتائج على مرأى من الشعب ومسمع توخيّا للنزاهة والأمانة ثم أجمعوا على اختيار هذا السؤال:
والدي الحبيب: لنفرِض جدَلاً أنّنا لم نَمَـلّ صورتَك البهيّة ولكنْ ألَمْ تملَّ أنت؟!



رد مع اقتباس
