(أجرى الحوار الكاتبة الإماراتية الجميلة:: جليلة ماجد)
كأنه يمتلِك عينا ثالثة ...
يرى فيها و يشعر و يسّطِر ما يرى بجمال لغة و ضخامة معنى ...
إنه القاص و الروائي المغربي :: عبد السلام المودني ..
بمناسبة نشره كتابه الجديد ( العربي - الفرنسي ) (أفكار و كلمات شفاء الآهات)
و هو عن دار (اقرأ و تأمل )(lire et medite) كان اختيار الحِوار ...
![]()
![]()
ما عرفتُ عن عبدالسلام إلا كونه صديقاً جميلا مهذّباً و كاتباً خلوقاً يمتاز بالدماثة و الرّقي ...
يكتب الرواية و تغريه القصة، و تجتذبه الكلمة المنثورة.
له من الروايات : الدخلاء ، أتون التيه ، أسفار الرجوع .
و يصدر له قريبا (بقايا) عن دار الأمان للنشر و التوزيع و هي أول مجموعة قصصية.
محظوظة أنا إذ عرفتني به الأسلاك !! و أكثر لأنني أحاوِره الآن :
:: من هو عبد السلام المودني .. لِمن لا يعرِفه ؟
متسكع دائم بمدن الحرف هاجسه، يومي الأمة و أولائك الذين دعكتهم أيادي البطش و الغصب و أزعم أني أحمل مشروعا إبداعيا أعمل جهد إمكاني لتحقيقه.
:: بِمَ تقيّم كِتابَك ؟
أولاً الكتاب عبارة عن عمل مشترك أمضينا في التحضير له أكثر من سنة إذن فهو ليس بكتابي وحدي ثم إني غير مؤهل للتقييم مادمت جزءاً من العمل لذا أترك الحكم و التقييم للآخرين.
:: ما مضمون كِتابك ؟
(أفكار و كلمات شفاء الآهات) و العنوان على فكرة من اختيار الشاعرة الفرنسية من أصل جزائري عباسية نعيمي و كان لقائي بها إثر وفاة والدها . كانت إذن تعاني حزناً كبيراً ، ضاعف ذلك أنها لم تستطع حضور مراسيم الدفن بالجزائر بسبب التزاماتها المهنية بفرنسا. و كنت ساعتها أعاني من خيبة الفقد أنا أيضا. و التقينا على هذا الحزن المشترك فجعلنا الكلمات خير شفاء لآهاتنا. الكتاب يحوي أشعارا بالعربية و الفرنسية و أمثال مغاربية إضافة إلى قصص عربية فرنسية
:: في الكتابِ خليط من الشعر و النثر و القصّة .. هل تقدّمُ أنتَ هُنا الكاتِب المتكامِل ؟
لا لا إطلاقاً ربما أنا مخربش كبير. على العموم هو سحر الكلمة و سطوتها تمارسها علي. فأنتقل داخل ممالكها الفاتنة دون إذن دخول أو تأشيرة عبور. إلا أنني أجد نفسي أكثر في السرد و أقر أني لست بشاعر.
:: أين أضعتَ مِرآتَك ؟
ما جدواها إن كانت لا تستطيع الرؤية من خلالي ؟ لم أضعها إذن، تخليت عنها عندما تخلت عن دورها .
:: هل تكتب/ يكتب الكِتاب ( الإنسان ) ؟
الإنسان عقيدتي الوحيدة و شرعي الأوحد على مداره أنصب مضارب كلماتي. حتمَاً تفقد الأشياء قيمتها الجدية عندما تفقد مصداقيتها اتجاه ذواتها. فالإنسان أولاً و أخيراً و الكتابة منه ، له و إليه. الكتابة ليست خياراً بقدر ما هي حتمية.
:: الترجمة خُطوة كبيرة و ذات مجازفة.. فـلِم الفِرنسيّة ؟
الكتابة مغامرة كبرى تلقينا في كل مرة إلى تحدي جديد أكبر من سابقه. أعتقد أنها بداية فقط إذ أني أعكف منذ فترة على ترجمة عمل روائي جميل. الإيجابي في التجربة هو درجة التماس التي تحدثها الترجمة أو إعادة الكتابة بين صاحب النص الأصلي و الضيف الذي يطرق أبوابه. أما عن الفرنسية ربما لأنها اللغة التي كتب بها بلزاك.
::كم وجهاً تملك في الكِتاب ؟
أنا مفلس وجوه داخل و خارج الكتاب.
:: ما هَدَفك مِن (أفكار و كلمات شفاء الآهات) ؟
هي كما كتبت بالتقديم محطة استراحة أخرى أشرب فيها نخب من كنت و ما سأصير إليه.
:: سؤال تود ألا أسألك إياه ؟
عن وجع الوطن المنتحر على خارطة من دم ملقاة على وجوه أحلامنا الصغيرة.
خِتاماً.. كَان المِسْك يضوعُ في الأرجاء ..
و لأنه عبدالسلام المودني اسمتعتُ و إياه هُنا ..
أُغْلِقُ دفتيّ دفتري.. و أمضي ..
لـ يبقى الكاتِب و القاص الأجمل - دائما - يناجي الكلِمة ..
عبدالسلام المودني : أنتَ أكثر مِن دنيا.. و أعمق مِن بحر..