مِزَعُ الشَّرِّ !!


..




مِزَعُ الشَّرِّ فِي نُفُوسِ البَرايا
كَصَدُوعٍ عَمِيقَةٍ فِي مَرايا
فإِذا ما تَمَكَّنَتْ مِنْ قُلُوبٍ
حَطَّمَتها بِقَسوَةٍ لِشَظايا
فِتَنٌ ما تَسَلَّطَتْ سَلَبَتنا
سُبُلَ الحَقِّ رَغمَ أَنفِ النَّوايا
فإِذا ما عَنْ فِطرَةِ اللَّهِ حِدنا
مِثلَ غُولٍ تَرَبَّصَتْ بِالخَبايا
أَيُّها الخاضِعُ الذَّلِيلُ إِلَيها
لا تَكُنْ تَحتَ حُكمِها كالمَطايا
وَ احذَرِ ! الشَّرُّ كالدَّبِيبِ خَفِيٌّ
يَتَمادَى بِخُبثِهِ فِي الحَنايا
إِنْ تَعَلَّقتَ بِالذُّنُوبِ طَوِيلًا
زِدتَ لِلعُمرِ حِقبَةً مِنْ خَطايا
كُلَّما خِلتَ أَنَّها عَنْ خَلايا
كَ أَشاحَتْ ؛ تَوَغَّلَتْ فِي الخَلايا
وَهَبَ اللَّهُ لِلأَنامِ عُقُولًا
لِيَمِيزُوا وَ يَفرِقُوا فِي القَضايا
وَ رَعاهُمْ جَمِيعَهُمْ كَعِيالٍ
يا رَعَى اللَّهُ ! لِمْ تَضِلُّ الرَّعايا ؟؟
رُبَّما ضِقتَ بِالهِدايَةِ ذَرعًا
فَتَوَسَّمتَ مِنْ سِواهُ الهَدايا
فَتَمَرَّغتَ بِالجَرائِمِ . لَكِنْ
دَعكَ مِنهُنَّ ؛ إِنَّهُنَّ رَزايا
أَيُّها النَّاسُ ؛ ما الإِساءَةُ تَبقَى
لَكِنِ الطَّيِّباتُ هُنَّ البَقايا
أَتَمُدُّونَ لِلشُّرُورِ رِقابًا ؟
فَتَصِيرُونَ لِلضَّلالِ ضَحايا !
فَتَخِرُّونَ لِلذُّقُونِ بُكِيًّا !
وَ تَجُرُّونَ لِلنَّدامَةِ نايا !
ما إِلاهِي إِلاهُ بَعضِ جُناةٍ
جَعَلُوا مِنْ طَبائِعِ الكُفرِ آيا
جَلَّ رَبِّي . فَقَدْ هَدَى حَيثُ وَصَّى
وَ عَلَى الخَلقِ أَنْ يُطِيعُوا الوَصايا
فَمَنِ اختارَ أَنْ يَعِيشَ جَحُودًا
حُرِمَ الخَيرَ وَ الرِّضَى وَ العَطايا
وَ مَنِ اختارَ أَنْ يَتُوبَ ؛ هَنِيئًا
حَفَّهُ البِشرُ مِنْ جَمِيعِ الزَّوايا