عَلَى سَبِيلِ المِثال !!


..




سَخِرَ الصَّبرُ مِنْ دُمُوعِ ابتِهالي
وَ سُهادي وَ حَيرَتي وَ انفِعالي
فَرَماني بِحُفرَةٍ مِنْ جَحِيمٍ
قَعرُها مِنْ حَرائِقَ اضمِحلالي
كانَ يَدرِي بِأَنَّني وَجهُ بُؤسٍ
فَتَسَلَّى بِذِلَّتي وَ اعتِلالي
فَهَوَى فَوقَ وَجنَتَيَّ بِكَفٍ
نَفَذَتْ نارُ سُخطِها مِنْ خِلالي
فإِذا الصُّبحُ صَفعَةٌ عَنْ يَميني
وَ الدَّياجِيرُ لَطمَةٌ عَنْ شِمالي
أَيُّ مَعنَىً لِما أَعِيشُ ؟ وَ عُمري
مَوسِم ُالقَهرِ ! وَ الهُمُومُ غِلالي !
مُنذُ عامٍ ؛ وَ مُقلَتي تَتَحَرَّى
عَنْ طُيُوفٍ , وَ مُهجَتي عَنْ خَيالِ
عَلَّ ما فِيَّ مِنْ مَخالِبِ شَوقٍ
تَرحَمُ القَلبَ مِنْ هَلاوِسِ بالي
مُذْ تَخَلَّيتِ عَنْ مَجالِ شُعُوري
بَسَطَ الشِّعرُ يَأسَهُ فِي مَجالي
حَيثُ أَمسَيتِ دَمعَةً بِقَصِيدي
كُلَّما نِحتُ حالِمًا بِوِصالِ
سَكَبَ النَّحسُ سُمَّهُ فِي كُؤُوسي
وَ سقاني مَرارَهُ مِنْ دِلالي
بَينَما أَنتِ تَرقُبِينَ بِخُبثٍ
عَبَراتي , وَ تَهزَئِينَ بِحالي
لِيمَ عِشقي , وَ أَصبَحَتْ ذِكرَياتي
ضَحِكاتٍ بِمُلتَقَى العُذَّالِ
فامنَعِيهُمْ مِنِ اجتِرارِ عَذابي
أُغنِياتٍ طَوِيلَةِ المَوَّالِ
إِنْ تَجَشَّمتِ أَنْ تَرُدِّي أَذاهُمْ
فاندُبِيني عَلَى سَبِيلِ المِثالِ
وَ ادَّعِي الحُزنَ - لَو بِذَرفِ دُمُوعٍ
كاذِباتٍ - عَلَى أَقَلِّ احتِمالِ
وَ إِذا ما سُئِلتِ عَمَّا تَبَدَّى
مِنْ فِراقٍ فَحاوِلي استِغلالي
خَبِّرِيهُمْ بِأَنَّنِي فِي غَرامي
نَرجِسِيٌّ وَ مُستَبِدُّ الخِصالِ
وَ دَعِيهُمْ لِيَحكُمُوا , وَ أَعِيدي
كُلَّ ما قُلتِ عِندَ كُلِّ سُؤالِ
يا مِدَى الصَّمتِ ؛ يا اقتِرابِ زَوالي
يا شآبِيبَ حُرقَتي وَ اشتِعالي
شابَ رَأسي ؛ وَ ذابَ فِي قَلَقِ الشَّكّ
كِ يَقِيني ؛ وَ خابَ فِيكِ مآلي
وَ عَدا الحَرُّ فِي مَفازَةِ حُلمي
فَغَدا الشَّوكُ نابِتًا فِي رِمالي
كُلَّما قُلتُ هادَنَتني ظُرُوفي
عاوَدَتني بِثَورَةٍ وَ قِتالِ
كُلَّما خِلتُ أَنَّنِي نَحوَ فَجرٍ
سَوفَ أَمضِي ؛ تَقاذَفَتني اللَّيالي
أَيُّ مَنفَىً يَحُولُ بَينَ حَنِيني
وَ التِي ما تَأَثَّرَتْ بِاعتِزالي ؟
كُلُّ أَرضٍ تُجاهَها امتَدَّ دَربي
قابَلَتنِي بِغَضبَةِ الزِّلزالِ
كُلُّ ظِلٍّ لِفَيئِهِ رُحتُ أَسعَى
صَبَغَ الوَهمُ حُلمَهُ بِالضَّلالِ
قُرُباتٌ قَصائِدي وَ دُمُوعي
لِتَماثِيلِ حُبِّكِ المُتَعالي
فارحَمِيها ! فَرُبَّما جاءَ يَومٌ
صِرتِ مِثلي ! تُرَدِّدِينَ مَقالي
كُلُّ شَمسٍ مَصِيرُها لِزَوالٍ
كُلُّ بَدرٍ مَسِيرُهُ لِهِلالِ