صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: عندما تتعانق الشطآن ....

  1. #1
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 52
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي عندما تتعانق الشطآن ....

    عندما يغتال الملل كل اللحظات الهادئة
    وينساب ضجرا لزجا إلى أطرافك وأنت تعانق
    الشاطيء من شرفة ذاك الفندق وترى كل تلك
    الفوضى التي تلتهمك ..

    عندما يتقاذفك إحساس بالبلادة وأنت تسدل
    ذراعيك إلى طرفي سريرك ...


    عندما تتزاحم أمنياتك عبثا لا تطيقه ..
    أي أمنياتك تنتحر أولا ..

    لا أدري كم من الوقت مضى ، كم وجها رأيت
    ، كم طابقا هبطت ، ولا أذكر إن كنت قد
    أودعت مفتاح حجرتي لتلك الموظفة في
    شباك الاستقبال أم لا ..

    أعلم أنني وجدت نفسي أقف أمام مدخل
    الفندق الرئيسي ، ورغما عني وجدتني
    أنساق لإلحاح سائق التاكسي بالجلوس
    إلى جواره ..




    بدأت أتذكر أنني لم أنم ليلة الأمس
    عندما رأيت الشاطيء يكاد يخلو إلا من
    بعض المارة ، بعض عمال النظافة
    يحملون مقشاتهم بملل ..

    لم أنظر إلى وجه السائق ، ولا أعتقد
    أنني ألقيت التحية ..

    بدأت أختلس النظر إلى ذلك الوجه
    العربي الأسمر ..
    تلك الملامح القاسية ..
    يبدو أنه أمضى ليلته ينتظر أحد نزلاء
    الفندق ، ربما ليطعم أفواها ، أو
    ليشتري خمرا ، أو ... أو ..
    من يدري ..
    عندما تنحنح السائق أدركت أن
    حديثا ما سيدور الآن ..
    لم أنتظر طويلا حتى سألني
    بلهجة محلية :
    لا موخزة يافندم .. عاوز تروح فين .. ؟
    تظاهرت بعدم سماعي له ..
    ربما لأنني لا أدري إلى أين سأذهب ..
    أو متى سأعود ..
    ساد الصمت برهة ثم عاد ليسألني ثانية ..
    أريد أن أذهب إلى البحر ...
    أفندم .. ؟
    أمال اللي على يمينك دا إيه حضرتك .. ؟
    مش برضو بحر والا أنا غلطان .. ؟
    آه يالهذا السائق كم أكرهك ..




    لا أجد رغبة في الجدال ..
    حسنا قف هنا على اليمين ..
    أعتقد أنني لم أوفق بسائق يدرك
    ما أعنيه بالبحر ..
    ترجلت من التاكسي بعد أن دفعت له
    وانطلق متذمرا وأخالني سمعته يقول .. :
    يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم ..
    بدأت قدماي تحث الخطى شرقا .. والبحر
    لم ينم مثلي .. والهواء ينساب باردا
    يعبث بما لم تدركه مقشات عمال
    النظافة بعد ليلة أنهكت البحر
    سمرا حتى امتلأ عشقا بتلك المشاهد
    التي أراها كل ليلة هنا ..
    يسمع بوح العشاق ..
    ويشهد على التقاء أصابعهم ،
    التصاق أجسادهم ، اختلاط أنفاسهم ..
    أذكر أنني تطفلت على عاشقين كانا
    غير موجودين بعالمنا آنذاك ..
    ربما لم يقولا الكثير .. لكنني
    كنت أختلس النظر إلى عينيها ،
    إلى عينيه ، إلى البحر ..
    الفقر هنا كتلك الصماء التي يتكسر
    على صدرها موج البحر ..
    تتكسر معه أمنياتهم العذبة ..
    أحلامهم الغضة .. لكن الأصابع تتعانق
    والأنفاس تختلط برائحة العشق والبوح ،
    والبكاء ، ورائحة الذرة المشوية ..




    ها أنا أبصر البحر في هذا الصباح غير
    البحر الذي ألفته عندما كنت أسرق وقتي
    لأعانقه .. وأختلس النظر إلى مكان كان
    يفيض دفئا فأعود بعيني منكسرا ..


    ربما هذه من اللحظات القليلة
    التي سأهنأ فيها بهذا
    الهادر منفردا ..
    فأبكي على صدره غربتي وضياع وطني ..

    لاتزال خيوط الشمس تتراءى بخجل ..




    السرطانات تفيق على أول تلك
    الخيوط الذهبية ..
    المحارات بعضها خاو كصدري ،
    بعضها يتضور شوقا لسرطان غادر ..
    والموج يهدر ..

    آه كم أعشق هذا المكان ..
    كم أعشق هذا البحر .. كم أعشق هذا
    الهواء ..
    وبين عشقي لهذا وذاك تتولد الحسرة
    على تلك الملامح التي عشقت بها كل
    هذا فبقي ماعشقت ورحل من علمني
    العشق ..




    لم أفق من جنوني هذا إلا وعامل النظافة
    يدس مقشته تحت قدمي متذمرا ..
    ربما من يوم سيلهب ظهره نصبا أو
    من لقمة استحالت إلا ممزوجة برائحة النفايات ، أو من أفواه يكدح
    لأجلها ...
    توقف قليلا ..
    نظر إلى بعينين قاسيتين ..
    تمتم قائلا .. :
    أما ناس فاضية بصحيح ... هو انتو
    معندكوش شغل بدل الصرمحة دي .. ؟

    ابتسمت بهدوء مميت وأشرت برأسي ...

    أن لا ..


    الاسكندريه 2007

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 515
    المواضيع : 33
    الردود : 515
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    كنت قد حلمت يوماً
    أن أعانق ذلك البحر
    وأستقل أيّ وسيلة تأخذني إليه...
    كنت أعرف أنني هناك سأجد نفسي
    بعيداً عن زيف المرايا ,,,
    وبعيداً عن زهدي وكِبري...
    ومرّت بي الأيام
    وأنا أنتظر
    أن يطلّ الأفق عليّ ولو من بعيد...
    وأن يلعنني عامل النظافة ولو كذباً...
    فكم كنت أكره
    أن أمشي في طريق نظيف...
    بل أحببت أن أتدّثر برمال البحر ,,,
    برائحته وإن كانت نتنة...
    بملوحته السقيمة مثلي...
    وبعد مضي الأيام...
    عبرت معك هذا المشهد الغريب
    لم أكن أعلم أنني سأذهب هناك مجرد شاهد
    بل ظننت أني سأذهب عاشقاً
    ألم يهمس لي البحر ذات حلم أنه يحلم بأناملي...!!
    مالي إذن لا أر هناك مقعدي...
    ليس لي مكان بين الشاطئ والبحر...
    ليس لي مساحة تؤوي إليها إيمان طفلة ...
    وتمنع الكآبة من اجتياح مصير فتاة لازالت طفلة...
    ولكنني...
    أتابع بشغف...
    وحدتك...
    وأستمتع بنجواك...
    لن تسمعني...لن تلحظ مروري بقربك ذات ليلة شاطئية...
    لأنك كنت منهمكاً بتذكّر الأحداث...
    أمّا أنا فاعتنقت النسيان منذ الأزل...
    فيكفي...
    أن نمرّ كلانا عندما تتعانق الشطآن...
    حتى وإن اختلفت الأزمان...
    فلنسيم البحر ذاكرة لا تفنى...


    تحيتي لنزف قلمك

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,081
    المواضيع : 101
    الردود : 9081
    المعدل اليومي : 1.27

    افتراضي

    المحمدي..ايها العاشق..

    احيانا اتسائل من اين يتدافع هذا الوهج الساطع في كلماتك..
    أ هو من انسكاب عفويتك وتلقائيتك..
    التي تخفى ببراعة مقدرتك في الاحكام والتصميم..؟
    ا م هو من التوتو الجدلي المستمر بين تعدد الاصوات..
    في نجوى الذات وفي مخاطبة الاخرين..؟
    نصك هذا..فيها اجتمعت..كل صنوف الابداع..
    من صورة ..وفكر..وايقاع وتناغم..وانسيابية..ووووو...
    دمت...

    محبتي لك وتقديري
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية شموخ الحرف
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : بين الحنايا
    المشاركات : 533
    المواضيع : 41
    الردود : 533
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    كم أتوق لذاك البحر .. لا أجيد تراتيله ، لكن نسيمه يسكنني
    يعطيني إحساسا جميلا للغد القادم ، أحاديث كثيرة تهمس في أذني .. تداعب مسمعي
    أبحث لحظات الهدوء فيه ، أطلب العمق البعيد عن الفضوليين .
    ليتني أسير حافية القدمين ، أنطلق بلا قيود ـ بعيدا عن صخبهم لأسمعني من خلالك
    لربما تؤلمك رفقتي ، لربما أصابك الملل ، لربما أشياء كثيرة .
    هاجس في البعيد بين مد وجزر .. يعبث بي .

    عبدالله :
    الرفقة معك لها جمالها .
    ديوان أسرجت قناديلي لـــ شموخ الحرف
    http://www.xx5xx.com/dewan/poems.php?action&id=27.

  5. #5
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 52
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    مرآة :

    تحية عطره لشخصك الكريم .....تحية عطره لحرفك الجميل


    جميل يا سيدتي ماخطته يداك ....استمتعت به حقا ..!!!!



    دمت سيدتي بهذا النقاء

  6. #6
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 52
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    صديقي جو:

    دائما ماألهث وراء كتاباتك انتظرها بفارغ الشوق
    قد لاتراني ياصديقي في كثير من مواضيعك

    لكن ثق اني اقرأك .....


    صديقي جو :

    صديق الحرف ...صديق الكلمه الصادقه.... دائما ماتقول لي وللآخرين محبتي وتقديري

    دعني اقولها لك ...ليست محبتي وتقديري فقط

    بل محبة كل اعضاء الواحه وتقديرهم لشخصكم الكريم ولحرفكم الجليل


    دمت بهذه الروعة

    الى اللقاء صديقي

  7. #7
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 60
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    أما أنا أيها المحمدي الجميل فأراك وقد تاهت بك سبل الملتقى فوضعت هذا النص الجميل الذي ينتمي إلى القصة أكثر من انتمائه إلى البوح الذاتي في منتدى النثر ، وهو يشي بقاص متمكن من أدواته ، وأجدني أنحي شخصيتك جانبا لأرى من يتحدث في ذلك النص بطلا لقصة تمكن مبدعها من أدواته.
    سأنقلها إلى منتدى القصة لتجد نصيبها من القراءة التي تستحقها.
    أعجبني النص أيها الجميل، وأجدني سأتابعك باستمرار فاقبل بمتطفل مثلي على ضفاف حرفك.
    إلا أنني سأطالبك بكتابة النص مرسلا ، وبعلامات ترقيم تضبطه لتراه مختلفا .
    لك خالص الود والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية سحر الليالي
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 39
    المشاركات : 10,166
    المواضيع : 309
    الردود : 10166
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الفاضل " عبدالله":

    قرأت حرفك وتهت بكل نبض فيه..!!
    قصة جميلة كتبت من مداد الصدق ..

    سلمت ودام ابداعك
    لك خالص تقديري وباقة ورد

  9. #9
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 52
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    تخرج من أعماق يرصدها حلم ..ويوسوس لها النهار ..وتشى بأسرارها ظلال الأماكن ..هاهى تتمطى بدلال تنفض أرق ليله مخبأة تفاصيل مساماتها بين الحروف..!!


    شموخ :

    من عمق مشاعرى أقدم امتنانى لمرورك العذب بسطورى الباهته ودمت طيبة ....!!
    ......!!



    عبدالله

  10. #10
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 52
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    د. سلطان الحريري :

    أخي د. سلطان اشكرك على حضورك ...وكلماتك اعتبرها وسام شرف لي

    سيدي ...سأحاول قدر استطاعتي العمل بملاحظاتك القيمة والاخذ بها مستقبلا


    أشكرك مرة اخرى ...واتمنى حضورك الدائم لصفحاتي المتواضعه


    دمت في رعاية الله

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من بعدك الشطآن أين تروح
    بواسطة إبراهيم الشريف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 14-01-2020, 05:08 PM
  2. مراكب خلف الشطآن - أمسية أدبية
    بواسطة محمد الفاضل في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-08-2017, 09:24 PM
  3. لا بحرٌ دون الشطآن ِ
    بواسطة هيثم اللحياني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 12-03-2010, 01:45 AM
  4. سَيّدَة الشُطآن
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 26-11-2006, 08:59 PM
  5. سَيّدَة الشُطآن
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-05-2005, 10:33 PM