على شاطىء الجمال

د.عبد المعطي الدالاتي
29/8/1424
25/10/2003


(( عن جَنَّة الحبّ .. سألتُ القلب .. فقال : أنا حبّة رملٍ على شاطئ الجمالْ .. فلن يَفيَ بالحبِّ مقال .. فياحيرة الوَصف , ويا عُجمة البيان ..
وفي يومٍ تسائلتُ : هل يسجدُ جبين المسلم لله على الأرض .. أم تسجدُ الأرضُ لله على جبين المسلم ؟! ..))


الأرضُ تسجـــدُ والجبينْ
لله في حُــــــــــبٍّ ودينْ

فالحبُّ دُنيـــــا أشرقـــتْ
آفـاقُهــا بالســــاجديـــنْ

الحبُّ نــــــــورٌ مؤمــــنٌ
يأوي لصـــدرِ المؤمنينْ

الحب نجـــــوى المتقيــــنْ
الحب شكوى الصـابرينْ

الحــــب صــــــبرٌ ورِضاً
يسري على شَفَةِ اليقـينْ

الحب دمـــــعٌ طاهــــــرٌ
يُنبيكَ عن شــــوقٍ دفينْ

الحب بِشـــــرٌ غــــــامِرٌ
ينسابُ في القلب الحزينْ

الحـــــــــب أفـراحٌ بدتْ
الحب أحــــــــزانٌ خَفينْ

الحب شـــــــــوقٌ للهدى
يغزو قلـــــوبَ المُذنبينْ

الحب طهـــــرٌ قد تَغلغل
في ضمـيــــر الخاطئينْ

الحب عَبـــــــدٌ خــــائفٌ
من ذنبهِ رغـــمَ السنيـــنْ

الحب طفــــــــلٌ يزدهي
ببــــراءةٍ كـالياسـميــــنْ

يشـــدو بأحلى لَثغـــــــةٍ
وحروفُــــــهُ ليستْ تُبينْ

الحــــــب أمٌ تفتــــــــدي
أطفالهــا بـــدمِ الوَتيــــنْ

وأبٌ أتى عنـــد المســــا
يحـــــدوهُ للبيتِ الحنيــنْ

فَضــمّ باليُمنى البنــــاتِ
وضَــمَّ باليُسرى البنيــنْ

الحب أسـمى رحمــــــةٍ
سكنت قلـــوبَ الراحمينْ

الحــــبُّ فكـــــــرٌ مُبدعٌ
وعزيمــــــةٌ ليسـتْ تَلينْ

الحبُّ شِـعـــــرٌ مؤمــــنٌ
يَجتاحُ شِـعـــــرَ العابثينْ

ويَصيرُ جمـــراً من لَظىً
يَمحـــو فســـادَ الفاسقينْ

الحبُّ موكبُ أُمّــــــــــةٍ
قد قادَهُ الهـادي الأميــــنْ

تلقى الصِّحـــــابَ أَئمّـةً
في الركــبِثُمّ التابعيـــــنْ

الحبّ جيـــــــلٌ مســــلمٌ
يَمضي بركبِ المرسلينْ

الحب أُمــــــةُ أحمـــــدٍ
تَزدانُ بالذّكــــــرِ المُبينْ

الحب أرضٌ سَـلَّمـــــتْ
ميراثـَها للصـــــــالحينْ

وجِنانُ خُلــــــــدٍ أُزْلفتْ
وتـزيّنــــــت للمسـلمـينْ

الحـــــبُّ قلـــــبٌ ظامِئٌ
للمصطفى في كلّ حينْ

والحبُّ كـونٌ ســــــاجدٌ
للـهِ ربِّ العالميــــــــنْ

_____________

القصيدة منقولة من موقع الإسلام اليوم