حديث النفس

د. عبدالعزيز الرنتيسي
27/2/1425
17/04/2004



ماذا دهاك يطـــيب عيشك في الحزن تشري النعيم وتمتطي صهو الصعاب
ماذا عليــــــك إذا غدوت بلا وطــن ونعمت رغـد العيش في ظل الشباب
يا هذه يهديك ربك فارجعــي القدس تصرخ تستغيثك فاسمعي
والجنب مني بات يجفو مضجعي فالموت خير من حياة الخنــع
ولذا فشــدي همتي وتشجعـي هاأنت ترسف في القيود بلا ثمـن
وغدا تموت وتنتهي تحت التــراب وبنيــك واعجبي ستتركهم لمــن
والزوج تسلمـها فتنهشــها الذئاب القيد يظهـر دعوتي يوما فع
وإذا قتلت ففي إلهـي مصرعي والزوج والأبناء مذ كانوا معي
في حفظ ربي لا تثيري مدمعي وعلى البلاء تصبري لا تجزعي
إني أخــــاف عليك أن تنفى غدا ويصير بيتك خاويا يشكو الخراب
وتهيم بحـــــثا عـن خليل مؤتمــن يبكـي لحالك أو يشاطرك العـذاب
إن تصبري يا نفس حقا ترفعي في جنة الرحمن خير المرتـع
إن الحياة وإن تطل يأت النعي فإلى الزوال مآلها لا تطمعـي
إلا بنيــل شهادة فتشفعــي إني أراك نذرت نـــفــس للــمـــحــن
وزهدت في دنيــــا الثعالب والكـلاب وعشـــقت رمــــسا يحتويك بلا كفن
فرجـوت ربي أن تكون على صواب أنا لـن أبيت منكسا للألمــع
وعلى الزناد يظل دوما أصبعي ولئن كرهت البذل نفسي تصفعي
من كل خوار ومحتال دعــي وإذا بذلت الغال مجدا تصنعـي
إني أعيذك أن تذل إلـى وثــن أو أن يعود السيف في غمد الجراب
فاقــض الحـــياة كما تحب فلا ولن أرضى حيــــاة لا تظللها الحــراب