|
|
| سَفِينُكَ فِي البِحَارِ بِلا رَجَاءِ |
|
|
وَهَمُّكَ فِي الحَيَاةَ بَلا انْقِضَاءِ |
| وَحِملُكَ لَو تَقَاسَمَهُ فَضَاء ٌ |
|
|
لَضَاقَ الكَونُ عَنْ هَذا الفَضَاءِ |
| فَيَا قَلباً تَنَكَّرَ مِن ضُلُوعِي |
|
|
وَيَا قُرباً تَنَكَّرَ لِلبَقَاءِ |
| تُفَرِّقُنَا عَلَى دَربِ التَّلاشِي |
|
|
وَتَجمَعُنَا عَلَى ضَربِ الشَّقَاءِ! |
| وَتُتْعِسُنَا وَأَنتَ بِنَا عَلِيمٌ |
|
|
وَتَحْرِمُنَا مَلَذَّاتِ اللقِاءِ! |
| وَتَجلِدُنَا بِسِوطٍ مِن فِرَاقٍ |
|
|
وَ تَصْلِبُنَا عَلَى هَامِ البَلاءِ! |
| كَأَنَّ كَوَامِنَ الأَشوَاقِ فِينَا |
|
|
مِدَقَّاتٌ عَلَى رَجْعِ النِدَاءِ |
| هِيَ الأَيَّامُ لَمْ تَبْسُمْ لِصَبٍّ |
|
|
وَلَمْ تَرعَ المُسَربَلَ بِالجَفَاء |
| وَأَصعَبُ مَا يَكُونُ المَرءُ فِيهِ |
|
|
عُضَالُ الدَّاءِ مِن غَيرِ الدَّوَاءِ |
| وَإِنْ تَكُ فِي الشَّبِييَةِ ذَا كَمَالٍ |
|
|
يُسَلِّمْكَ المَشِيبُ إِلَى الفَنَاءِ |
| وَمَنْ لا يَسْتَرِيحُ عَلَى حَرِيرٍ |
|
|
فَلَيسَ يُرِيحُهُ خَيشُ الرِضَاءِ |
| وَمَنْ ظَنَّ الحَيَاةَ سِنِينَ عُمرٍ |
|
|
كَمَنْ رَامَ الجَمَالَ بِلا حَيَاءِ |
| فَمَا دَأْبُ المَسَاءِ كَمَا الصَّبَاحِ |
|
|
وَلا رَأْبُ التَّصَدُّعِ كَالبِنَاءِ |
| قَضَيتُ العُمرَ رَحَّالاً وَزَادِي |
|
|
حَنِينٌ وَاشْتِيَاقٌ لِللِقَاءِ |
| لَإِنَّكِ وُجْهَتِي الأُولَى وَأَنْفِي |
|
|
مِنَ الوُجْهَاتِ أَربَعَةً وَرَائِي |
| فَأَرضُكِ خَيرُ أَرضٍ فِي فُؤَادِي |
|
|
وَأَهْلُكِ خَيرُ مَن تَحْتَ السَّمَاءِ |
| وَلَو خُيِّرتُ فِي وَطَنٍ عَزِيزٍ |
|
|
لَقُلْتُ هَوَاكِ تِريَاقُ الشِّفَاءِ |
| وَمَا اسْتَنْشَقْتُ مِثْلَ هَوَاكِ طِيباً |
|
|
وَلا أَدْمَنْتُ غَيرَكَ فِي دِمَائِي |
| أَيَا صَانُورُ فِي جَفْنَيَّ شَوقٌ |
|
|
وَفِي عَينَيَّ أَرتَالُ البُكَاءِ |
| كَأَنَّكِ سِرُّ أَشْعَارِي وَنَبْضِي |
|
|
وَإِنَّ السِّرَ يَزْكُو فِي الخَفَاءِ |
| لَجَمتُ الشَّوقَ أَلفاً بِاصْطِبَارِي |
|
|
وَأَذْكَيتُ السَّحَابَ مِنَ الدُّعَاءِ |
| وَأَلْهَبْتُ الصُّخُورَ بِهَمسِ رُوحِي |
|
|
فَأَينَعَ فِي الصُّخُورِ رَقِيقُ مَاءِ |
| أَتَزهَدُ فِيَّ سَاعَاتُ التَّدَانِي |
|
|
وَتَرغُبُ فِيَّ أَيَّامُ التَّنَائِي ! |
| فَيَا قَمَراً يُسَافِرُ فِي مِدَادِي |
|
|
وَيَا عِطْراً تَجَلَّى فِي رِدَائِي |
| إِلَيكِ حَجِيجُ أَنْفَاسِي وَرُوحِي |
|
|
وَفِيكِ عَظِيمُ حُبِّي وَانْتِمَائِي |
| سَأَحْفَظُ مَا حَيِيتُ هَوَاكِ عِندِي |
|
|
وَأَدْعُو اللهَ تَلبِيةَ الرَّجَاءِ |