السفير أحمد بن فضلان المنسي من ذاكرتنا الثقافية
بقلم : عمار باطويل





نحن بكل أسف لم نهتم بشخصياتنا العربية والإسلامية ولم نعرف دورهم على مر الأزمنة والعصور والكثير مننا لا يعرف من هو أحمد بن فضلان وماهو الدور الذي قام به هذا الرجل في القرون السابقة, فعندما قمت باجرا بحث في محرك البحث جوجل لمعرفة عدد الأشخاص الذين بحثوا عن أحمد بن فضلان فوجدت نتيجة البحث قد وصلت عن بن فضلان ما يقارب السبعة عشر الف شخصا اما البحث الذي قام به الأخرون عن الفنانة الفلانية بدون ذكر أسماء ولا يشرفني ذلك
قد وصل الرقم إلى أكثر من ثلاثة مليون باحث عن هذه الفنانة التي لم تصنع إلا كل ماهو منسلخ من القيم الإنسانية والأخلاقية. هكذا هي شعوبنا اصبحت تبحث عن أشيئا تزيدها انحطاطاً وتخلفاً فوق التخلف الذي حل بها منذ وقت طويل. أليس نحن نعيش في أزمة فكرية وثقافية والتي جعلت شبابنا يهتمون بشخصيات متدنية أخلاقياً وينسون شخصيات لها تاريخ مشرق أليس نحن من أغتيل الفكر في زمننا هذا و اصبحنا لا نعير للكتاب أي قيمة ولا للقراءة أي أهتمام ,أليس بالقراءة نوصل إلى المعرفة أليس نحن أمة أقراء التي لا تطيق القراءة وتكره شيء أسمة الكتاب والقراءة ؟! فلهذا السبب سوف نعيش بلا أنتماء فكري بل سنعيش حياة هشة لا مكانة لها عند الأمم والشعوب الأخرى التي أهتمت برجالنا ونحن نجهل ومازلنا نجهل شخصياتنا العربية والإسلامية الذين دخول التاريخ من أوسع أبوابه وأهتم بهم الأغراب واهملوا من قبل الأقارب والأصحاب ,لم أعرف من قبل أحمد بن فضلان إلا بالأمس عندما كنت اشاهد فلم أمريكي أسمه المحارب الثالث عشر الذي عرض على قناة فوكس موفيز وقد صور أحمد بن فضلان فارس عربي شجاع وحكيم , فالغرب عرفونا بأحد الشخصيات من بني جلدتنا أما قنواتنا مازالت مهتمه بالتفاهات والرقص والمسلسلات الرومانسية التي تزيدنا تخلفا على تخلفنا. فأين الكتاب والممثلين والمفكرين العرب وقنواتنا عن الشخصيات العربية والإسلامية التي لها دور في الفكر وفي بناء الإنسان والقيم الإنسانية. فاأحمد بن فضلان هو عالم إسلامي في القرن العاشر الهجري وقد حمل رسالة من الخليفة العباسي المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة لروسيا وقد كانت رحلته دينية سياسية بتلكيف من الخليفة العباسي المقتدر بالله إلى أرض الصقالبة بلاد الروسي وقد كتب السفير أحمد بن فضلان في رحلته عن مأكل ومشرب وملبس الناس في تلك البلاد وعن عاداتهم وتقاليدهم ويعترف الغربيون فضل رحلته في تدوين أكتشافات حضارية نادرة. فقصة المحارب الثالث عشر مأخوذة من رواية أكلة الموتى التي كتبها الأمريكي مايكل كرشتون والتي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي في عام 1999م وإلى الآن مازال الكثير من الناس تجهل الشخصيات العربية والإسلامية التي لعبت دور كبير في الحياة والكثير أيضا منغمسون في تتبع الفن والفنانين وهكذا نحن لا نعرف عن تاريخنا إلا من الغريب فهنئياً لنا بذلك