قصيدة في المجاهدين في (مالي) وفي العالم جميعاً
....
تَوقَّفْ وَانظُرَنَّ إِلى الرِّجالِ ** ذَوِي التَّوحيدِ فِي صَحراءِ مَالِي
رِجالٌ قَـد أَتَـوا مِن كـلِّ فَجٍ** لِتَحكِـيـمِ الـمحـرَّمِ وَالحَلالِ
بَنوَا لِلدينِ فِي الصَّحراءِ مَجداً ** وَفِي أَفغانَ فِي قِمَمِ الجِّبالِ
وَفِي أَرضِ الحِجازِ لَهُم أَيادٍ ** وَفِي اليَمَنِ الجَنُوبِي وَالشَّمالِي
رِجالٌ لا يَـرَونَ الحربَ إِلَّا ** طَـرِيقـاً لِلــمَكـارِمِ وَالـمعالِـي
وَتلكَ فِعالُهُم تُـنِبيكَ حَقاً ** بَأَنَّ العِّزَ لَيسَ بِالِاعْتِدالِ
وَلكنْ مَنْ يُرِيدُ العِزَّ يَمضِي ** إِلى أَرضِ القِتالِ وِلا يُبالِي
وَإنَّ الفَردَ مِنـهـم مِـثلُ جَيشٍ **عَـظِيمٍ قَد تَجَهَّـزَ لِلـنِّزَالِ
يَشقُّ الجَحْفَلَ الشِّركِيَّ حَتَّى ** يَصُدَّ بِجِسمِه نَضْحَ النِّبالِ
كَأَنَّ المَوتَ يَنْأَى عَنهُ خَوفاً ** فَلَيسَ يَموتُ إِلَّا بِاحْتِيالِ
وَقَومٌ كَالصَّحابةِ فِي قُرَيشٍ ** بِغُربَةِ دِينِهِم وَالارتِحال
وَمَنهَجُهُم عَلى الكُّفارِ نارٌ ** وَمَنهَجُ غَيرِهِم مَثلُ الظِّلالِ
جَميعُ النَّاسِ دُونَهُمُ جُناةٌ ** فَقَد قَبِلوا الدِّفاعَ بِلا قِتالِ
وَلَولا الذَّنْبُ قُلتُ لِخاذِلِيهِمْ **كَفَرتُم يَا ذَوي الفِكرِ الحُثالِ
فَهَلْ عَقلٌ يُساوِي بَينَ فِكرٍ ** وَآخَرَ جَاءَ مِن فَوقِ الهِلالِ
أَيُوصَفُ مَن تَحَرَّى النَّصَ شَرعاً ** بِأَنَّهُ فِي دِيانَتِنا مُغالِ
أَمِ الجُهَّالُ قَولُهُمُ حَقِيقٌ ** وَقَولُ العَالِمِينَ مِن الخَيالِ
وَلَيسَ يَضُرُّهُم إِنْ قِيلَ عَنهُمْ ** بَأنَّهُمُ الخَوارِجُ وَالمَوالِي
فَمَعلُومٌ إَذا الأُمَراءُ ضَلُّوا ** فَقَد وَجَبَ الخُرُوجُ عَلى الضَّلالِ
هُمُ الإِخوَانُ وَا شَوقاً إِلَيهِم **وَيا لَهفِي إِلَى يَومِ الوِصَالِ
فَما زَالَ الفُؤادُ بِكلِّ يَومٍ ** يُلحُّ عليَّ هَيّا اخْرُجْ لِمالِي
فَيا مَنْ لا تَرى فِي السَّيفِ خَيراً ** وَتَحسبُ أَنَّ خَيراً فِي الجِدالِ
أَلمْ تَسمعْ حَديثاً مِن نَبِينا ** بَأَنَّ الخَيرَ فِي ظِلِّ النِّصَالِ
تَلُوذُ إِلى الطُّغاةِ لِيُنصِفُونا ** وَتَنسى أَنْ تَلُوذَ لِذِي الجَلالِ
بِربِّكَ هَل رَأَيتَ النَّاسَ سَادُوا ** بِغَيرِ السَّيفِ فِي مَرِّ اللَّيالِي
وَهَل بَلَغَ المَعالِي أَيُّ قَومٍ ** قَدِيماً بِالتَوسُّلِ والسُّؤالِ
وَأَفشَلُ وَاعِظٍ فِي النَّاسِ مَنْ لَمْ ** يُحَرِّضْهُم لِيَسعَوا لِلنِّضالِ
وَمَن أَلِفَ التَّوَدُّدَ لِلأَعادِي ** سَيَحيا عُمْرَهُ تَحتَ النِّعالِ
_________________
شادي الغول /فلسطين