هذه قصة أو أسطورة رواها لي يوما عزيز عن لعبة خاضتها المشاعر على الأرض قبل أن يوجد الإنسان عليها... فأثرت حد محاولة صياغتها شعرا.. فخرجت هكذا.....


في قديم الزمان


يَوْماً جاءوا...
حُبٌّ..
خَجَلٌ
كُرْهٌ..
كَسَلٌ
حِقْدٌ...
وَجُنونٌ مُشْتَعِلٌ

قالوا...
"دَوْرُكَ يا مَجْنونُ فَأَغْمِضْ...
عَيْنَيْكَ وعُدَّ إِلى العَشَرَهْ "
أَغْمَضَ عَيْنَيْهِ...
هُنا ابْتَدَأَ اللَّعِبُ..
بِمَشاعِرَ مُنْتَشِرَهْ

غاصَ الحُبُّ بِحُضْنِ الوَرْدِ
أَمّا الخَجَلُ...
هَرَبَ تَوارى خَلْفَ القَمَرِ
الكُرْهُ تَخَفَّى في بَيْتٍ
مَهْجورٍ مِنْ كُلِّ البَشَرِ
والكَسَلُ كَسولٌ ما اخْتَبَأََ
أمّا الحِقْدُ...فَأَخْفى نَفْسَه...
خَلْفَ الشَّوْكِ
تِسْعَهْ..
عَشَرَهْ...
وَصَلَ المَجْنونُ إِلى العَشَرَهْ
أَوَّلُ مَنْ خَسِرَ هُوَ الكَسَلُ
(مَهْلاً لَحْظَهْ...
أَلْمَحُ شَيْئاً خَلْفَ الشَّوْكِ...
اُخْرُجْ يا حِقْدُ مِنَ الشَّوْكِ...)
خَرَجَ الحِقْدُ
خَسِرَ الحِقْدُ
وَمِنَ الأُفقِ...
لاحَ الكُرْهُ..
كَرِهَ اللُّعْبَهْ...
فَأَتى سَلَّمَ نَفْسَه

(بَقِيَ الحُبُّ!..
بَقِيَ الخَجَلُ!!..)
صاحَ الحِقْدُ...
(ذاكَ الحُبُّ...
بَيْنَ الوَرْدِ)
ذَهَبَ المَجْنونُ إِلى الوَرْدِ
أَشْهَرَ رُمْحَهْ
يَضْرِبُ أَيْنَ يَكونُ الوَرْدُ
حَتّى سَمِعَ بُكاءَ الحُبِّ
خَرَجَ الحُبُّ..
يَبْكي أَلَمَهْ..
عَيْناهُ دِماءٌ مُنْهَمِرَهْ
أَصْبَحَ أَعْمى!
صاحَ المَجْنونُ..
(أَيا حُبُّ..
وَيْحي وَيْحي!
أعْمَيْتُكَ يا حُبُّ بِرُمْحي
كَيْفَ أُكَفِّرْ ؟!!
ذَنْبِي أَكْبَرْ!
ذَنْبِي أَكْبَرْ!!)

قالَ الحُبُّ بِصَوْتٍ أَصْغَرْ..
(لَنْ تُرْجِعَ لِي يَوْماً بَصَرِي
كُنْ كَدليلي طولَ العُمْرِ..)

مِنْ ذاكَ الزَّمَنِ المَحْمومِ
والمَجْنونُ دَليلُ الحُبِّ

أَمّا الخَجَلُ...

أَيْنَ الخَجَلُ ؟؟!!


ما زالَ هُنالِكَ مُخْتَبِئاً...
خَلْفَ القَمَرِِ!...




مـي