لماذا أنظم الشعر.. وينظمني؟
أنا والشعر مختصمان من زمن
فلا تسع لصلح بيننا أبدا
فلا حزن ولا فرح ولا شوق سيرجعني
ولا تحسب بأن ضغينة حدثت..
وليت ضغينة حدثت
فكل ضغائن العشاق أهون من بلادتهم
أنا والشعر مفترقانْ
من زمن.. ومتفقانْ
لا آتيه أوجعه.. ولا يأتي فيوجعني
وما زلنا على قرب
وما زلنا على حب
ولكن صار ما يجري بساحتنا..
بليغ..
فوق قدرتنا
أنا والشعر مفترقان
متفقان
أن فراقنا أفضل
فماذا للكلام الحر أن يفعل؟!
فلا توجع ثنايا القلب يا هذا..
ولا تسأل
"لماذا قد هجرت الشعر منهزما..
ألا تخجل؟!"
تمهل قبل أن تلقي اتهاماتك..
أجب من قبل أن تسأل
أأكتب أن لي أرضا..
من الأزلِ
أحاول أن أحررها..
ولكن.. دائما أفشل؟
أأكتب أنني حوصرت في وطن..
لو انفتحت.. بلاد الأرض من حولي..
لقلت.. "حصاره أجمل"
أأكتب أنني من أجل لقمة عيش أبنائي..
بكل دقيقة أُقتل
أأكتب أن لي قلبا..
أصيب هناك في مقتل؟!
أأكتب أنني لا أكتب الشعرَ..
لأن الصمت في زمني هو الأسهل
أكتب أنني ما عاد لي وقت لأنظم أي أشعارٍ
فوقتي ثلثه سيضيع في سعيي إلى اللقمةْ
وثلث آخرٌ سيضيع في العتمةْ
وآخر ثلثه لا بد من نومِ
أراني أكتب الأشعار في الحلمِ
أسطرها ولا أجزلْ
عن الوطن المحرَّر رغم خذلاني
عن الحب المعمِّر رغم نسياني
عن المستقبل الأجمل


مي