(قصيدة) العالم العلامة المقدسي متضرّعاً إلى الله أن يرفع البلاء عن أهل مصر ...
================
أحببت أن أطلعكم على هذا المنظومة الجميلة النادرة التي قالها العالم الفلسطيني المقدسي الشيخ العلامة محمّد بن بدير المقدسي إبّان الحملة الفرنسيّة (1798-1801).

فقد نظّم أسماء الله الله الحسنى واستغاث وتوسّل بها إلى الله تعالى.
__ ثم قال في آخرها متألّماً عما حلّ بأهل مصر من الاحتلال الفرنسي لمصر .

أجبني إلهي واكشف الكرب عاجلاً *** فليس لهذا الكرب غيرك من جلا.
إلهي لقد جار العدوّ ببغيه *** وكاد أولي الإيمان كيداً مطوّلاً.
بغى واعتدى واستأثر الدّين كلّه *** وعذّب أهل الدّين عدواً ونكّلا.
فأصبح أهل الدّين في الذّل والعنا *** وأصبح أهل الكفر بالعزّ والعلا.
إلهي أعزّ المسلمين وحزبهم *** وعجل لأهل الكفر ذلاً مذللا.
فخذهم إلهي عاجلاً أخذك القرى *** ودمرهمُ تدمير فرعون إن علا.
إلهي ومزّق شملهم كلّ لحظة *** وفرّق جمعهم واكشف البلا.
فإن لم تكن ربّي لدينك ناصراً *** فمن ذا الذي يجلو الذي حلّ بالملا.
إلهي علمنا أنّ وعدك منجز *** ولكننا نرجو حصولاً معجّلا.
فقد ضاق رحب الصدر واتّسع البلا *** وطال علينا النّصر والكرب جلّلا.
أعد عادة الإحسان واكشف كروبنا *** وعجّل بغيث النّصر سحاً مجلّلا.
وأدرك عباداً شتّت الضيم شملهم *** فلاقوا عذاب الهون محضاً مزلزلا.
وليس لهم ربّ سواك بغيثهم *** فحيّهلاً غيثاً مغيثاً معجّلا.
سألتك يا من لا يخيّب سائلاً *** لمن قلبه بالهمّ والغمّ مصطلا.
ودارك بنصر أهل مصر فإنّهم *** رأوا ذلّة بالأسر والسلب والجلا.
وكانت عماد الدّين مصر فأصبحت *** وفيها عماد الكفر بالرفع معتلا.
على أهل مصر يسكب الدّمع أحمرا *** وتبيضّ عيناً مؤمن قلبه اصطلا.
فلا غيرة من مسلم يشهد الدنا *** فناء فيسعى للجهاد مهرولا.
على ذلّ أهل الدّين بعد اعتزازه *** يموت أولوا الإيمان موتاً معجّلا.
هلمّوا عباد الله وانصروا دينكم *** فمن مات منكم صار حيّاً مبجّلا.
ومن عاش منكم كان بالعزّ عايشاً *** ويدخله الرحمن في الغرف العلا.
علمتم بأنّ الدّين حقّ وأنّه *** له النّصر حقاً صدق وعد تنزّلا.
وأنّ لأهل الكفر خذلانهم وهم *** عليهم عذاب الله ختماً وأوّلا.
فلا تتبعوا الشيطان في وعدهم لهم *** فإنّ لوعد الحقّ وقتاً مؤجلاً.
"وقوموا عباد الله بالله وحده *** على طاعة يأتيكم النصر عاجلاً
ومن ينتصر بالله يأت انتصاره*** سريعاً ومن يشكك يخيب ويخذلا.
ويا لهف قلبي لو أعنت بقوّة *** لكنت إلى الجنّات أسرع أعجلا.
فعجزي وضعفي مانعاي عن السرى *** لنيل مفاز ما أجلّ وأجملا.
فغاية أمرى أن أكون محرّضاً *** على نيل جنّات النّعيم فحيهلا
.