في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك الماضي رحل إلى رحمة ربه الشيخ محمد شيحه شيخ قراء قريتنا ، وقد تأثرت بموته وتأثر كذلك حملة القرآن الكريم ممن تتلمذوا على يديه تأثرا كبيرا ...
.................................................. .............
.................................................. ...........

كلٌّ على حوض المنية غاد ِ ***** يلهو الفتى والموتُ بالمرصاد ِ

أمـوالـنا لــتـداولٍ وتـوارثٍ ********** وحـياتـنا لـتقــادمٍ ونــفـاد ِ

والمرءُ يسعى راغبا طول البَقا ***** لـم يـدرِ أن مــآلـه لـفــساد ِ

يا أيها المغرورُ عيشُك زائلٌ ******* منْ بعد ميْسرة وطيب مداد ِ

أفنيتَ عمرك بالخِصام ولم تكن ***** ممّـنْ يردّ الشَّـرّ بالإسـعـاد ِ

فَلْـتـبْـكِ نفسَكَ حسرة وملامة ******* إنّ المنونَ تـدورُ بالأجساد ِ

واعمل ليوم الموت إنك راحلٌ ***** من غير أموالٍ وغير عَـتـاد ِ

في ليلة خُـبّـرتُُ موتَ إمامنا ******* يــا لـيـلـة كانـت بلا ميـعاد ِ

هـي لـيـلة للحزن صارتْ آيةً ******* ومـعـالما للـهـمّ والإجـهـاد ِ

صَرَخَ النَّعِيُّ بموته لم يرتقبْ ****** ** ما حلّ بالأجسام والأكباد ِ

فانهال ماءُ العين مني لوعةً ******* حتـى بـدا للعيـن كالفرصاد ِ

يا أيّها الشيخُ الجليلُ تحيـةُ ******* ممـزوجة بالـشوق والإمـداد ِ

ودّعـتنا يــا شـيخُ دون تمهّـل ٍ******* وتـركتـنا لشـدائـد ٍ وحِــداد ِ

ما بين باكٍ سهّدته دموعُه ******* أسَفا عليك ورحمة ِ الأشهاد ِ

بالأمس كنتَ إمامنا وأمامنا ******* واليومَ أنت بمُـقـفـرٍ وبــعاد ِ

لا زال صوتك يا إمامُ يهزني ******* فـي كـلّ وقت قراءةٍ وتـنـاد ِ

كمْ كنتَ تتلو الآيَ غضّا ليّـنا ****** موصولة الأخبارِ والإسـناد ِ

حزنتْ عليك مساجدٌ ومعاشرٌ ***** لـمّـا غـدوتَ بـقـاتِـم الأسْداد ِ

وجْدي عليكَ أراه غيرَ مفارقي *** والحزنُ موصولٌ مـدى الآبـاد ِ

أوهنتَ عزمي رغم عُظْم تجلّدي ** وكسرت عودي رغم شدّة آدي

في كل وقتٍ لا أراك تقودني ****** ذكـراكَ نـحـو تلهفي وحــدادي

فعليك من قلبي العليل تحية ****** ما أشرقتْ شمسٌ على أعواد ِ

.................................................. .............................
.................................................. .............................